وإن كان نفياً أريد به التحريم، فيكون استثناء متصلاً إذ يصير المعنى : إلا خطأ بأن عرفه كافراً فقتله، وكشف الغيب أنه كان مؤمناً، فيكون قد أبيح الإقدام على قتل الكفرة، وإن كان فيهم من أسلم إذا لم يعلم بهم، فيكون الإستثناء من الحظر إباحة.
وقال بعض أهل العلم : المعنى وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً عمداً ولا خطأ فيكون إلا بمعنى : ولا، وأنكر الفراء هذا القول، وقال : مثل هذا لا يجوز، إلا إذا تقدم استثناء آخر، ويكون الثاني عطف استثناء على استثناء، كما في قول الشاعر :
ما بالمدينة دار غير واحدة...
دار الخليفة إلا دار مروانا
وروى أبو عبيدة عن يونس أنه سأل رؤبة بن العجاج عن هذه الآية فقال : ليس له أن يقتله عمداً ولا خطأ، ولكنه أقام إلا مقام الواو، وهو كقول الشاعر :
وكل أخ مفارقه أخوه...
لعمر أبيك إلا الفرقدان
والذي يظهر أن قوله : إلا خطأ، استثناء منقطع، وهو قول الجمهور منهم : أبان بن تغلب.
والمعنى : لكن المؤمن قد يقتل المؤمن خطأ أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ٣٣٣ ـ ٣٣٤﴾. بتصرف يسير.


الصفحة التالية
Icon