"وَتَبَيَّنُوا" في هذا أوكد لأن الإنسان قد يتثبت ولا يتبين.
وفي "إذا" معنى الشرط، فلذلك دخلت الفاء في قوله "فتبينوا".
وقد يجازى بها كما قال :
وإذا تُصِبْك خَصاصةٌ فَتَجّمّلِ...
والجيِّد ألا يُجازى بها كما قال الشاعر :
والنفس راغبةٌ إذا رغَّبتها...
وإذا تُرَدّ إلى قليل تقنعُ
والتبين التثبت في القتل واجب حضرا وسفرا ولا خلاف فيه، وإنما خص السفر بالذكر لأن الحادثة التي فيها نزلت الآية وقعت في السفر. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٣٣٧ ـ ٣٣٨﴾.

فصل


قال الفخر :
الضرب معناه السير فيها بالسفر للتجارة أو الجهاد، وأصله من الضرب باليد، وهو كناية عن الإسراع في السير فإن من ضرب إنساناً كانت حركة يده عند ذلك الضرب سريعة، فجعل الضرب كناية عن الإسراع في السير.
قال الزجاج : ومعنى ﴿ضَرَبْتُمْ فِى سَبِيلِ الله﴾ أي غزوتم وسرتم إلى الجهاد. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٣﴾
قوله تعالى ﴿ولا تقولوا لمن ألقى السلام لست مؤمناً ﴾

فصل


قال الفخر :
﴿ولا تقولوا لمن ألقى السلام لست مؤمناً ﴾.
أراد الانقياد والاستسلام إلى المسلمين، ومنه قوله :﴿وَأَلْقَوْاْ إلى الله يَوْمَئِذٍ السلم﴾ [ النحل : ٨٧ ] أي استسلموا للأمر، ومن قرأ ﴿السلام﴾ بالألف فله معنيان : أحدها : أن يكون المراد السلام الذي يكون هو تحية المسلمين، أي لا تقولوا لمن حياتكم بهذه التحية إنه إنما قالها تعوذاً فتقدموا عليه بالسيف لتأخذوا ماله ولكن كفوا واقبلوا منه ما أظهره.
والثاني : أن يكون المعنى : لا تقولوا لمن اعتزلكم ولم يقتلكم لست مؤمناً، وأصل هذا من السلامة لأن المعتزل طالب للسلامة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٣﴾


الصفحة التالية
Icon