كما أن الشيطان هو النهاية في الأشخاص المذمومة، ولهذا السبب ختم الله مجامع الشرور الإنسانية بالحسد، وهو قوله :﴿وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾
[ الفلق : ٥ ] كما ختم مجامع الخبائث الشيطانية بالوسوسة وهو قوله :﴿يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ الناس مِنَ الجنة والناس﴾
[ الناس : ٥، ٦ ] فليس في بني آدم أشر من الحسد كما أنه ليس في الشياطين أشر من الوسواس، بل قيل : الحاسد أشر من إبليس، لأن إبليس روي أنه أتى باب فرعون وقرع الباب فقال فرعون من هذا ؟ فقال إبليس : لو كنت إلهاً لما جهلتني، فلما دخل قال فرعون : أتعرف في الأرض شراً مني ومنك، قال : نعم، الحاسد، وبالحسد وقعت في هذه المحنة.
إذا عرفت هذا فنقول : أصول الأخلاق القبيحة هي تلك الثلاثة، والأولاد والنتائج هي هذه السبعة المذكورة فأنزل الله تعالى سورة الفاتحة وهي سبع آيات لحسم هذه الآفات السبع وأيضاً أصل سورة الفاتحة هو التسمية، وفيها الأسماء الثلاثة، وهي في مقابلة تلك الأخلاق الأصلية الفاسدة، فالأسماء الثلاثة الأصلية في مقابلة الأخلاق الثلاثة الأصلية، والآيات السبع ( التي هي الفاتحة ) في مقابلة الأخلاق السبعة، ثم إن جملة القرآن كالنتائج والشعب من الفاتحة، وكذا جميع الأخلاق الذميمة كالنتائج والشعب من تلك السبعة، فلا جرم القرآن كله كالعلاج لجميع الأخلاق الذميمة.


الصفحة التالية
Icon