عن عمر رضي الله عنه أنه أمر بقطع يد سارق، فجاءت أمة تبكي وتقول هذه أول سرقة سرقها فاعف عنه، فقال كذبت إن الله لا يؤاخذ عبده في أول الأمر، واعلم أنه تعالى لما خص هذا الوعيد بمن كان عظيم الخيانة والإثم دل ذلك على أن من كان قليل الخيانة والإثم فهو خارج عنه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٢٨ ـ ٢٩﴾
وقال القرطبى :
أي لا تحاجج عن الذين يخونون أنفسهم ؛ نزلت في أُسَيْر بن عُروة كما تقدّم.
والمجادلة المخاصمة.
من الجدل وهو الفتل، ومنه رجل مجدول الخلق، ومنه الأجدل للصقر.
وقيل : هو من الجَدَالة وهي وجه الأرض، فكل واحد من الخصمين يريد أن يُلقي صاحبه عليها قال العجّاج :
قد أركب الحالة بعد الحالهْ...
وأترُك العاجز بالجَدَاله
مُنعَفِراً ليست له محاله...
الجَدَالة الأرض ؛ من ذلك قولهم : تركته مُجَدّلا ؛ أي مطروحاً على الجَدَالة.
قوله تعالى :﴿ إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ ﴾ أي لا يَرضَى عنه ولا يُنوِّه بذكر.
﴿ مَن كَانَ خَوَّاناً ﴾ خائناً.
"وخوّانا" أبلغ ؛ لأنه من أبنية المبالغة ؛ وإنما كان ذلك لعظم قدر تلك الخيانة. والله أعلم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٣٧٨﴾.


الصفحة التالية
Icon