فصل


قال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ ولولا فضل الله عليك ورحمته ﴾ في سبب نزولها قولان.
أحدهما : أنها متعلقة بقصة طُعمة وقومه، حيث لبَّسُوا على النبي ﷺ أمر صاحبهم، هذا قول ابن عباس من طريق ابن السائب.
والثاني : أنَّ وفد ثقيف قدموا على رسول الله ﷺ فقالوا : جئناك نبايعك على أن لا نُحشرْ ولا نُعشرْ، وعلى أن تمتّعنا بالعزَّى سنةً، فلم يجبهم، فنزلت هذه الآية، هذا قول ابن عباس في رواية الضحاك. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ١٩٦﴾

فصل


قال الفخر :
﴿وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَّائِفَةٌ مّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ﴾
المعنى ولولا أن الله خصك بالفضل وهو النبوّة، وبالرحمة وهي العصمة لهمت طائفة منهم أن يضلوك، وذلك لأن قوم طعمة كانوا قد عرفوا أنه سارق، ثم سألوا النبي عليه السلام أن يدفع ويجادل عنه ويبرئه عن السرقة، وينسب تلك السرقة إلى اليهودي، ومعنى يضلوك أي يلقوك في الحكم الباطل الخطأ.
ثم قال تعالى :﴿وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنفُسَهُمْ﴾ بسبب تعاونهم على الإثم والعدوان وشهادتهم بالزور والبهتان، فهم لما أقدموا على هذه الأعمال فهم الذين يعملون عمل الضالين. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٣٢﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ ﴾ ما بعد "لَوْلاَ" مرفوع بالابتداء عند سيبويه، والخبر محذوف لا يظهر، والمعنى :﴿ وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ ﴾ بأن نبهك على الحق، وقيل : بالنبوءة والعِصمة.
﴿ لَهَمَّتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ ﴾ عن الحق ؛ لأنهم سألوا رسول الله ﷺ أن يبرىء ابن أُبَيرِق من التُّهمَة ويُلحقها اليهوديَّ، فتفضل الله عز وجل على رسوله عليه السلام بأن نبّهه على ذلك وأعلمه إياه.


الصفحة التالية
Icon