قوله تعالى :﴿ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ الناس ﴾ عام في الدماء والأموال والأعراض، وفي كل شيء يقع التداعي والاختلاف فيه بين المسلمين، وفي كل كلام يراد به وجه الله تعالى.
وفي الخبر :" كلام ابن آدم كله عليه لا له إلا ما كان من أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو ذكرٍ لله تعالى " فأما من طلب الرياء والترؤس فلا ينال الثواب.
وكتب عمر إلى أبي موسى الأشعرِيّ رضي الله عنه : ردّ الخصوم حتى يصطلحوا، فإن فصل القضاء يورِث بينهم الضغائن.
وسيأتي في "المجادلة" ما يحرم من المناجاة وما يجوز إن شاء الله تعالى.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : من أصلح بين اثنين أعطاه الله بكل كلمة عتق رقبة.
" وقال النبيّ ﷺ لأبي أيوب :"ألا أدُلُّك على صدقة يحبها الله ورسوله، تصلح بين أُناس إذا تفاسدوا، وتقرّب بينهم إذا تباعدوا" " وقال الأُوزاعيّ : ما خطوة أحبّ إلى الله عز وجل من خطوة في إصلاح ذات البين، ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار.
وقال محمد بن المُنْكَدِر : تنازع رجلان في ناحية المسجد فمِلْت إليهما، فلم أزل بهما حتى اصطلحا ؛ فقال أبو هريرة وهو يراني : سمعت رسول الله ﷺ يقول :" مَنْ أصلح بين اثنين استوجب ثواب شهيد " ذكر هذه الأخبار أبو مطيع مكحول بن المفضّل النسفيّ في كتاب اللؤْلُئيّات له، وجدته بخط المصنف في وريقة ولم ينبه على موضعها رضي الله عنه. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٣٨٢ ـ ٣٨٥﴾.