قال القاضي : وهذا وإن كان يحتمله اللفظ فهو مخصوص بما أنفذه النبيّ ﷺ من نكاح مَوْلاه زيد وكان أبيض، بظئره بَرَكة الحبشية أُم أُسامة وكان أسود من أبيض، وهذا مما خفِي على طاوس مع علمه.
قلت : ثم أنكح أُسامة فاطمةَ بنت قيس وكانت بيضاء قرشية.
وقد كانت تحت بِلال أُختُ عبد الرّحمن بن عوف زُهْريَّة.
وهذا أيضا يخص، وقد خفي عليهما. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ١٨٩ ـ ١٩٥﴾. بتصرف يسير.
قوله تعالى ﴿وَمَن يَتَّخِذِ الشيطان وَلِيّاً مّن دُونِ الله فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً﴾
قال الفخر :
اعلم أنه تعالى لما حكى عن الشيطان دعاويه في الإغواء والضلال حذر الناس عن متابعته فقال :﴿وَمَن يَتَّخِذِ الشيطان وَلِيّاً مّن دُونِ الله فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً﴾ واعلم أن أحداً لا يختار أن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله، ولكن المعنى أنه إذا فعل ما أمره الشيطان به وترك ما أمره الرحمن به صار كأنه اتخذ الشيطان ولياً لنفسه وترك ولاية الله تعالى، وإنما قال ﴿خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً﴾ لأن طاعة الله تفيد المنافع العظيمة الدائمة الخالصة عن شوائب الضرر، وطاعة الشيطان تفيد المنافع الثلاثة المنقطعة المشوبة بالغموم والأحزان والآلام الغالبة، والجمع بينهما محال عقلاً، فمن رغب في ولايته فقد فاته أشرف المطالب وأجلها بسبب أخس المطالب وأدونها، ولا شك أن هذا هو الخسار المطلق. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٤٠﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَمَن يَتَّخِذِ الشيطان وَلِيّاً مِّن دُونِ الله ﴾ أي يطيعه ويدع أمر الله.
﴿ فَقَدْ خَسِرَ ﴾ أي نقص نفسه وغبنها بأن أعطى الشيطان حق الله تعالى فيه وتركه من أجله. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٣٩٥﴾.
وقال أبو حيان :
﴿ ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً ﴾ أي من يؤثر حظ الشيطان على حظه من الله.


الصفحة التالية
Icon