من فوائد الشيخ الشنقيطى فى الآية
قال رحمه الله :
قوله تعالى :﴿ وَمَا يتلى عَلَيْكُمْ فِي الكتاب فِي يَتَامَى النسآء ﴾ الآية.
لم يبين هنا هذا الذي يتلى عليهم في الكتاب ما هو، ولكنه بينه في أول السورة وهو قوله تعالى :﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي اليتامى فانكحوا مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النسآء ﴾ [ النساء : ٣ ] الآية. كما قدمناه عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - فقوله هنا :﴿ وَمَا يتلى ﴾ [ النساء : ١٢٧ ] في محل رفع معطوفاً على الفاعل الذي هو لفظ الجلالة، وتقرير المعنى قل الله يفتيكم فيهن، ويفتيكم فيهن أيضاً :﴿ وَمَا يتلى عَلَيْكُمْ فِي الكتاب فِي يَتَامَى النسآء ﴾ [ النساء : ١٢٧ ] الآية. وذلك قوله تعالى :﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي اليتامى ﴾ [ النساء : ١٠٣ ] الآية. ومضمون ما أفتى به هذا الذي يتلى علينا في الكتاب هو تحريم هضم حقوق اليتيمات فمن خاف أن لا يقسط في اليتيمة التي في حجره فليتركها ولينكح ما طاب له سواها، وهذا هو التحقيق في معنى الآية كما قدمنا، وعليه فحرف الجر المحذوف في قوله :﴿ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ ﴾ [ النساء : ١٢٧ ] هو عن أي : ترغبون عن نكاحهن لقلة مالهن وجمالهن. أي : كما أنكم ترغبون عن نكاحهن لقلة مالهن وجمالهن. أي : كما أنكم ترغبون عن نكاحهن إن كن قليلات مال وجمال فلا يحل لكم نكاحهن إن كن ذوات مال وجمال إلا بالإقساط إليهن في حقوقهن كما تقدم عن عائشة - رضي الله عنها.