فصل


قال الآلوسى :
﴿ وَللَّهِ مَا فِى السماوات وَمَا فِي الأرض ﴾ فلا يتعذر عليه الإغناء بعد الفرقة، ولا الإيناس بعد الوحشة ولا ولا وفيه من التنبيه على كمال سعته وعظم قدرته ما لا يخفى، والجملة مستأنفة جيء بها على ما قيل لذلك ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلِكُمْ ﴾ أي أمرناهم بأبلغ وجه، والمراد بهم اليهود والنصارى ومن قبلهم من الأمم، والكتاب عام للكتب الإلهية، ولا ضرورة تدعو إلى تخصيص الموصول باليهود والكتاب بالتوراة، بل قد يدعى أن التعميم أولى بالغرض المسوق له الكلام وهو تأكيد الأمر بالإخلاص، و﴿ مِنْ ﴾ متعلقة بوصينا أو بأوتوا ﴿ وإياكم ﴾ عطف على الموصول وحكم الضمير المعطوف أن يكون منفصلاً ولم يقدم ليتصل لمراعاة الترتيب الوجودي ﴿ أَنِ اتقوا الله ﴾ أي وصينا كلاً منهم ومنكم بأن اتقوا الله تعالى على أن ﴿ إن ﴾ مصدرية بتقدير الجار ومحلها نصب أو جر على المذهبين، ووصلها بالأمر كالنهي وشبهه جائز كما نص عليه سيبويه، ويجوز أن تكون مفسرة للوصية لأن فيها معنى القول. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٥ صـ ١٦٣ ـ ١٦٤﴾
لطيفة
قال القرطبى :
قال بعض العارفين : هذه الآية هي رَحَى آي القرآن، لأن جميعه يدور عليها. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٤٠٨﴾.
قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلِكُمْ وإياكم أَنِ اتقوا الله﴾
قال الفخر :
المراد بالآية أن الأمر بتقوى الله شريعة عامة لجميع الأمم لم يلحقها نسخ ولا تبديل، بل هو وصية الله في الأولين والآخرين. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٥٦﴾
فائدة
قال الفخر :
قوله ﴿مِن قَبْلِكُمْ﴾ فيه وجهان :
الأول : أنه متعلق بوصينا، يعني ولقد وصينا من قبلكم الذين أوتوا الكتاب.
والثاني : أنه متعلق بأوتوا، يعني الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وصيناهم بذلك.


الصفحة التالية
Icon