يا بَنِيَّ، لا شَرَفَ أعَزُّ من الإسلام، وَلاَ كَرَمَ أعَزُّ من التقوى، يا بَنِيَّ، الحِرْصُ مفتاحُ البَغْيِ، ومطيَّةُ النَّصَبِ، طوبى لمن أخْلَصَ للَّه عَمَلَهُ وعِلْمَهُ، وحُبَّهُ وَبُغْضَهُ، وأَخْذَهُ وتَرْكَهُ، وكَلاَمَهُ وَصَمْتَهُ، وقَوْلَهُ وفِعْلَهُ. انتهى. أ هـ ﴿الجواهر الحسان حـ ١ صـ ٤٢١ ـ ٤٢٢﴾
قوله تعالى ﴿وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِى السموات وَمَا فِي الأرض وَكَانَ الله غَنِيّاً حَمِيداً﴾
فصل
قال الفخر :
قوله ﴿وَإِن تَكْفُرُواْ﴾ عطف على قوله ﴿اتقوا الله﴾ والمعنى : أمرناهم وأمرناكم بالتقوى، وقلنا لهم ولكم : إن تكفروا فإن لله ما في السموات وما في الأرض.
وفيه وجهان :
الأول : أنه تعالى خالقهم ومالكهم والمنعم عليهم بأصناف النعم كلها، فحق كل عاقل أن يكون منقاداً لأوامره ونواهيه يرجو ثوابه ويخاف عقابه،
والثاني : أنكم إن تكفروا فإن لله ما في سمواته وما في أرضه من أصناف المخلوقات من يعبده ويتقيه، وكان مع ذلك غنياً عن خلقهم وعن عبادتهم، ومستحقاً لأن يحمد لكثرة نعمه، وإن لم يحمده أحد منهم فهو في ذاته محمود سواء حمدوه أو لم يحمدوه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٥٦﴾
وقال الآلوسى :
وقوله تعالى :﴿ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِى السماوات وَمَا فِي الأرض ﴾ عطف على ﴿ وَصَّيْنَا ﴾ بتقدير قلنا أي وصينا وقلنا لكم ولهم إن تكفروا فاعلموا أنه سبحانه مالك الملك والملكوت لا يضره كفركم ومعاصيكم، كما أنه لا ينفعه شكركم وتقواكم وإنما وصاكم وإياهم لرحمته لا لحاجته وفي الكلام تغليب للمخاطبين على الغائبين، ويشعر ظاهر كلام البعض أن العطف على ﴿ اتقوا الله ﴾ وتعقب بأن الشرطية لا تقع بعد أن المصدرية، أو المفسرة فلا يصح عطفها على الواقع بعدها سواء كان إنشاءاً أم إخباراً، والفعل ﴿ وَصَّيْنَا ﴾ أو أمرنا أو غيره، وقيل : إن العطف المذكور من باب :