فصل


قال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ كُونُواْ قَوَّامِينَ ﴾ ﴿ قَوَّامِينَ ﴾ بناء مبالغة، أي ليتكرر منكم القيام بالقسط، وهو العدل في شهادتكم على أنفسكم، وشهادة المرء على نفسه إقراره بالحقوق عليها.
ثم ذكر الوالدين لوجوب بِرِّهما وعِظم قدرِهما، ثم ثنّى بالأقربين إذ هم مظنة المودّة والتعصب ؛ فكان الأجنبي من الناس أحرى أن يقام عليه بالقسط ويشهد عليه، فجاء الكلام في السورة في حفظ حقوق الخلق في الأموال. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٤١٠﴾.

فصل


قال الفخر :
القوام مبالغة من قائم، والقسط العدل، فهذا أمر منه تعالى لجميع المكلفين بأن يكونوا مبالغين في اختيار العدل والاحتراز عن الجور والميل، وقوله ﴿شُهَدَاء للَّهِ﴾ أي تقيمون شهاداتكم لوجه الله كما أمرتم بإقامتها، ولو كانت الشهادة على أنفسكم أو آبائكم أو أقاربكم، وشهادة الإنسان على نفسه لها تفسيران : الأول : أن يقرعلى نفسه لأن الإقرار كالشهادة في كونه موجباً إلزام الحق، والثاني : أن يكون المراد وإن كانت الشهادة وبالاً على أنفسكم وأقاربكم، وذلك أن يشهد على من يتوقع ضرره من سلطان ظالم أو غيره. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٥٨﴾
فائدة
قال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ للَّهِ ﴾ معناه لذات الله ولوجهه ولمرضاته وثوابه.


الصفحة التالية
Icon