ورابعها : يا أيها الذين آمنوا بالدلائل التفصيلية بالله وملائكته وكتبه ورسله آمنوا بأن كنه عظمة الله لا تنتهي إليه عقولكم، وكذلك أحوال الملائكة وأسرار الكتب وصفات الرسل لا تنتهي إليها على سبيل التفصيل عقولنا.
وخامسها : روي أن جماعة من أحبار اليهود جاؤوا إلى النبي ﷺ وقالوا : يا رسول الله إنا نؤمن بك وبكتابك وبموسى والتوراة وعزير، ونكفر بما بما سواه من الكتب والرسل، فقال ﷺ :" بل آمنوا بالله وبرسله وبمحمد وبكتابه القرآن وبكل كتاب كان قبله، فقالوا : لا نفعل، فنزلت هذه الآية فكلهم آمنوا ".
القول الثاني : أن المخاطبين بقوله ﴿ءامَنُواْ﴾ ليس هم المسلمون، وفي تفسير الآية تفريعاً على هذا القول وجوه : الأول : أن الخطاب مع اليهود والنصارى، والتقدير : يا أيها الذين آمنوا بموسى والتوراة وعيسى والإنجيل آمنوا بمحمد والقرآن.
وثانيها : أن الخطاب مع المنافقين، والتقدير : يا أيها الذين آمنوا باللسان آمنوا بالقلب، ويتأكد هذا بقوله تعالى :﴿مِنَ الذين قَالُواْ ءامَنَّا بأفواههم وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ﴾ [ المائدة : ٤١ ] وثالثها : أنه خطاب مع الذين آمنوا وجه النهار وكفروا آخره، والتقدير : يا أيها الذين آمنوا وجه النهار آمنوا أيضاً آخره.
ورابعها : أنه خطاب للمشركين تقديره : يا أيها الذين آمنوا بالّلات والعزى آمنوا بالله، وأكثر العلماء رجّحوا القول الأول لأن لفظ المؤمن لا يتناول عند الإطلاق إلا المسلمين. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٦٠﴾


الصفحة التالية
Icon