ومن فوائد القاسمى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ الّذِينَ يَتَرَبّصُونَ بِكُمْ ﴾
إما بدل من :﴿ الّذِينَ يَتّخِذُونَ ﴾ وإما صفة للمنافقين : أي : ينتظرون بكم ما يتجدد لكم من ظفر أو هزيمة.
﴿ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مّنَ اللّهِ ﴾ أي : نصر وتأييد وظفر وغنيمة :﴿ قَالُواْ ﴾ لكم :﴿ أَلم نَكُن مّعَكُمْ ﴾ أي : مظاهرين لكم، فَلَنَا دخل في فتحكم، فليكن لنا شركة في غنيمتكم.
﴿ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ ﴾ أي :[ إدالة ] على المؤمنين في بعض الأحيان، كما وقع يوم أحد، فإن الرسل تبتلى ثم تكون لها العاقبة.
﴿ قَالُواْ ﴾ أي : الكفرة تودداً إليهم، ومصانعة لهم، ليحظوا عندهم ويأمنوا كيدهم لضعف إيمانهم.
﴿ أَلم نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ ﴾ أي : ألم نغلبكم ونتمكن من قتلكم وأسركم فأبقينا عليكم.
﴿ وَنَمْنَعْكُم مّنَ المؤْمِنِينَ ﴾ بأن ثبطناهم عنكم، وتَوَاَنَيْنَا في مظاهرتهم حتى انتصرتم عليهم، وإلا لكنتم نهبة للنوائب، وتسمية ( ظفر المسلمين ) فتحاً، و ( ما للكافرين ) نصيباً ؛ لتعظيم شأن المسلمين وتخسيس حظ الكافرين.
قال في " الانتصاف " : وهذا من محاسن نكت القرآن، فإن الذين كان يتفق للمسلمين فيه، استئصالٌ لشأفة الكفار واستيلاء على أرضهم وديارهم وأموالهم وأرض لم يطؤها، وأما ما كان يتفق للكفار فمثل الغلبة والقدرة التي لا يبلغ شأنها أن تسمى فتحاً، فالتفريق بينهما أيضاً مطابق للواقع، والله أعلم.