وقال الآلوسى :
﴿ مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلك ﴾ حال من فاعل ﴿ يُرَاءونَ ﴾ [ النساء : ١٤٢ ] أو من فاعل ﴿ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [ النساء : ١٤٢ ] وجوز أن يكون حالاً من فاعل ﴿ قَامُواْ ﴾ [ النساء : ١٤٢ ] أو منصوب على الذم بفعل مقدر، وذلك إشارة إلى الإيمان والكفر المدلول عليه بذكر المؤمنين والكافرين، ولذا أضيف ﴿ بَيْنَ ﴾ إليه، وروي هذا عن ابن زيد ويصح أن يكون إشارة إلى المؤمنين والكافرين فيكون ما بعده تفسيراً له على حد قوله :
الألمعيَّ الذي يظن بك الظن...
كأن قد رأى وقد سمعا
والمعنى مرددين بينهما متحيرين قد ذبذبهم الشيطان، وأصل الذبذبة كما قال الراغب : صوت الحركة للشيء المعلق، ثم استعير لكل اضطراب وحركة، أو تردد بين شيئين، والذال الثانية أصلية عند البصريين، ومبدلة من باء عند الكوفيين، وهو خلاف معروف بينهم، وقرأ ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ﴿ مُّذَبْذَبِينَ ﴾ بكسر الذال الثانية ومفعوله على هذا محذوف أي مذبذبين قلوبهم أو دينهم أو رأيهم ويحتمل أن يجعل لازماً على أن فعلل بمعنى تفعلل كما جاء صلصل بمعنى تصلصل أي متذبذبين، ويؤيده ما في مصحف ابن مسعود ( متذبذبين ). أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٥ صـ ١٧٦﴾

فصل


قال الفخر :
قرأ ابن عباس ﴿مُّذَبْذَبِينَ﴾ بكسر الذال الثانية، والمعنى يذبذبون قلوبهم أو دينهم أو رأيهم، بمعنى يتذبذبون كما جاء صلصل وتصلصل بمعنى، وفي مصحف عبد الله بن مسعود : متذبذبين، وعن أبي جعفر : مدبدبين بالدال المهملة، وكأن المعنى أنهم تارة يكونون في دبة وتارة في أخرى، فلا يبقون على دبة واحدة والدبة الطريقة وهي التي تدب فيها الدواب. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٦٨﴾


الصفحة التالية
Icon