وقال ابن عمر : إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة ثلاثة : المنافقون، ومن كفر من أصحاب المائدة، وآل فرعون ؛ تصديق ذلك في كتاب الله تعالى، قال الله تعالى :﴿ إِنَّ المنافقين فِي الدرك الأسفل مِنَ النار ﴾.
وقال تعالى في أصحاب المائدة :﴿ فإني أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ العالمين ﴾ [ المائدة : ١١٥ ].
وقال في آل فرعون :﴿ أدخلوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العذاب ﴾ [ غافر : ٤٦ ]. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٤٢٥﴾.
فصل
قال الفخر :
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم ﴿فِى الدرك﴾ بسكون الراء والباقون بفتحها، قال الزجاج : هما لغتان مثل الشمع والشمع، إلا أن الاختيار فتح الراء لأنه أكثر استعمالاً قال أبو حاتم : جمع الدرك أدراك كقولهم : جمل وأجمل، وفرس وأفرس، وجمع الدرك أدرك مثل فلس وأفلس وكلب وأكلب. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٦٩﴾
فائدة
قال الفخر :
قال ابن الأنباري : إنه تعالى قال في صفة المنافقين إنهم في الدرك الأسفل، وقال في آل فرعون ﴿ادخلوا آل فرعون أشد العذاب﴾ [ غافر : ٤٦ ] فأيهما أشد عذاباً، المنافقون أم آل فرعون ؟ وأجاب بأنه يحتمل أن أشد العذاب إنما يكون في الدرك الأسفل، وقد اجتمع فيه الفريقان. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٦٩﴾
فصل
قال الفخر :
لما كان المنافق أشد عذاباً من الكافر لأنه مثله في الكفر، وضم إليه نوع آخر من الكفر، وهو الاستهزاء بالإسلام وبأهله، وبسبب أنهم لما كانوا يظهرون الإسلام يمكنهم الاطلاع على أسرار المسلمين ثم يخبرون الكفار بذلك فكانت تتضاعف المحنة من هؤلاء المنافقين، فلهذه الأسباب جعل الله عذابهم أزيد من عذاب الكفار.
ثم قال تعالى :﴿وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً﴾ وهذا تهديد لهم.