فصل


قال الفخر :
قالت المعتزلة : دلت هذه الآية على قولنا، وذلك لأنها دالة على أنه سبحانه ما خلق خلقاً لأجل التعذيب والعقاب، فإن قوله ﴿مَّا يَفْعَلُ الله بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءامَنْتُمْ﴾ صريح في أنه لم يخلق أحداً لغرض التعذيب، وأيضاً الآية تدل على أن فاعل الشكر والإيمان هو العبد وليس ذلك فعلاً لله تعالى، وإلا لصار التقدير : ما يفعل الله بعذابكم إذا خلق الشكر والإيمان فيكم ومعلوم أن هذا غير منتظم، وقد سبق الجواب عن هذه الكلمات. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٧١﴾

فصل


قال الفخر :
قال أصحابنا : دلت هذه الآية على أنه لا يعذب صاحب الكبيرة لأنا نفرض الكلام فيمن شكر وآمن ثم أقدم على الشرب أو الزنا، فهذا وجب أن لا يعاقب بدليل قوله تعالى :﴿مَّا يَفْعَلُ الله بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءامَنْتُمْ﴾ فإن قالوا لا نسلم أن صاحب الكبيرة مؤمن، قلنا : ذكرنا الوجوه الكثيرة في هذا الكتاب على أنه مؤمن. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٧١﴾
لطيفة
قال الفخر :
في تقدم الشكر على الإيمان وجهان :
الأول : أنه على التقديم والتأخير، أي إن آمنتم وشكرتم، لأن الإيمان مقدم على سائر الطاعات.
الثاني : إذا قلنا : الواو لا توجب الترتيب فالسؤال زائل.
الثالث : أن الإنسان إذا نظر في نفسه رأى النعمة العظيمة حاصلة في تخليقها وترتيبها فيشكر شكراً مجملاً، ثم إذا تمم النظر في معرفة المنعم آمن به ثم شكر شكراً مفصلاً، فكان ذلك الشكر المجمل مقدماً على الإيمان، فلهذا قدمه عليه في الذكر. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٧١﴾
قوله تعالى ﴿وَكَانَ الله شاكرا عَلِيماً﴾
قال الفخر :


الصفحة التالية
Icon