ومن فوائد أبى حيان فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء ﴾ قال السدي : قالت اليهود : إن كنت صادقاً فجيء بكتاب من السماء جملة كما جاء موسى بالكتاب.
وقال محمد بن كعب القرظي : قالوا : ائت بألواح فيها كتابك كما أتى موسى بألواح فيها التوراة.
وقال الحسن وقتادة : سألوه أن يأتي بكتاب خاص لليهود يأمرهم بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن جريج : قالوا : لن نتابعك على ما تدعونا إليه حتى تأتينا بكتاب من عند الله فلان وإلى فلان إنك رسول الله.
فعلى قول ابن جريج يقتضي أن سؤالهم كان على نحو سؤال عبد الله بن أمية الزهري، وقيل : كتاباً نعاينه حتى ينزل، وسمي من سائلي اليهود : كعب بن الأشرف، وفنحاص بن عازوراء.
وقيل : السائلون هم اليهود والنصارى وسؤالهم إنما هو على سبيل التعنت.
وقال الحسن : لو سألوه لكي يتبين الحق لأعطاهم، فإن فيما أعطاكم كفاية.
﴿ فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة ﴾ قدروا قبل هذا كلاماً محذوفاً، فجعله الزمخشري شرطاً هذا جوابه وتقديره : أن استكبرت ما سألوه منك، فقد سألوا موسى أكبر من ذلك.
وقدره ابن عطية : فلا تبال يا محمد عن سؤالهم وتشطيطهم، فإنها عادتهم، فقد سألوا موسى.
وأسند السؤال إليهم، وإن كان إنما وقع من آبائهم من نقبائهم السبعين، لأنهم راضون بفعل آبائهم ومذاهبهم، ومشابهون لهم في التعنت.
وقرأ الحسن : أكثر بالثاء المثلثة بدل الباء في قراءة الجمهور، ومعنى جهرة : عياناً رؤية منكشفة بينة.
والجهرة من وصف الرّوية.
واختلف في النقل عن ابن عباس فروى عنه :" أن جهرة من صفة السؤال، فقد سألوا موسى.
أو حالاً من ضمير سألوا أي : سألوه مجاهرين.
وروى عنه أن التقدير : فقالوا جهرة منه وتصريحاً أرنا الله، فيكون من صفة القول" ".
﴿ فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ﴾ أي : تعنتهم وسؤالهم ما ليس لهم أن يسألوه.


الصفحة التالية
Icon