فقال تعالى في جوابهم أولا :" فقد سألوا موسى أكبر من ذلك " أي مما سألوك من تنزيل كتاب من السماء إليهم " فقالوا أرنا الله جهرة " أي إراءة عيان نعاينه بأبصارنا، وهذه غاية ما يبلغه البشر من الجهالة والهذر والطغيان " فأخذتهم الصاعقة بظلمهم " والقصة مذكورة في سورة البقرة ( آية ٥٥ - ٥٦ ) وسورة الأعراف ( آية ١٥٥ ).
ثم قال تعالى :" ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات " وهذه عبادة الصنم بعد ظهور بطلانه أو بيان أن الله سبحانه منزه عن شائبة الجسمية والحدوث، وهو من أفظع الجهالات البشرية " فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا " وقد أمرهم موسى في ذلك أن يتوبوا إلى بارئهم فيقتلوا أنفسهم فأخذوا فيه فعفا الله عنهم ولما يتم التقتيل ولما يقتل الجميع، وهو المراد بالعفو، وآتى موسى عليه السلام سلطانا مبينا حيث سلطه عليهم وعلى السامري وعجله، والقصة مذكورة في سورة البقرة ( آية ٥٤ ). أ هـ ﴿الميزان حـ ٥ صـ ١٢٩ ـ ١٣٠﴾


الصفحة التالية
Icon