إننا نجد الإنسان على مر التاريخ يحاول أن يرقى إلى فهم طلاقة قدرة الحق، وإن لم يأت رسول، أما أسماء القدرة الخالقة فلا يعرفها أحد بالعقل بل بوساطة الرسل. فاسم " الله " اسم توقيفي. فكيف يتأتى - إذن - مثل قول هؤلاء : سنؤمن بالله ونكفر برسله؟ كيف عرفوا - إذن - أن القوة التي سيؤمنون بها اسمها الله؟ لا بد أنهم قد عرفوا ذلك من خلال رسول ؛ لأن الإيمان بالله إنما يأتي بعد بلاغ عن الله لرسول ليقول اسمه لمن يؤمن به.
وهل الإيمان بالله كقوة خفية قوية مبهمة وعظيمة يكفي؟ أو أن الإنسان لا بد له أن يفكر فيما تطلبه منه هذه القوة؟ وإذا كانت هذه القوة تطلب من الإنسان أن يسير على منهج معين، فمن الذي يبلغ هذا المنهج؟
لا بد إذن من الرسول يبلغنا اسم القوة الخالقة ومطلوبها من الإنسان للسير على المنهج، ويشرح لنا كيفية طاعة هذه القوة. فلا أحد - إذن - يستطيع أن يفصل الإيمان بالله عن الرسول، وإلا كان إيماناً بقوة مبهمة. ولا يجترئ صاحب هذا اللون من الإيمان أن يقول : إن اسم هذه القوة " الله " ؛ لأن هذا الاسم يحتاج إلى بلاغ من رسول.
إذن فعندما يسمع أحدنا إنساناً يقول : أنا أؤمن بالله ولكن لا أؤمن بالرسل : علينا أن نقول له : هذا أول الزلل العقلي ؛ لأن الإيمان بالله يقتضي الإيمان ببلاغ جاء به رسول ؛ لأن الإيمان بالله لا ينفصل عن الإيمان بالرسول.
والحق سبحانه وتعالى خلق آدم بعد أن خلق الكون وبقية المخلوقات، ولا نجد من يدعي أن آدم هو أول من عمر هذا الوجود.

وما آدم في منطق العقل واحد ولكنه عند القياس أوادم


الصفحة التالية
Icon