التلاميذ كلهم وهربوا" وما الذي تعنيه كلمة " الجميع" فيما ذكره
مرقس" فتركه الجميع وهربوا.
أحيانا أصحاب المباد ئ الأرضية يقاتلون من أجل مبادئهم حتى الموت
وكثيرا ما سردت علينا الأسفار قصص المؤمنين من أتبا ع الرسل
وكيف آثروا الموت والاستشهاد من أجل إيمانهم والدفا ع عن الرسل
والرسالات التي جاءوا بها فهل يعقل أن يكون المسيح وحده هو
الأسوأ حالا فيتركه جميع أتباعه ويهربون !!! ؟؟؟ العقل يقول الجميع
تركوا المعلق علي الصليب وتخلوا عنه وهربوا لأنه ليس المسيح
وذلك هو الشيء الوحيد الذي يحمي جميع تلاميذ المسيح من وصف
الارتداد والكفر وأيضا هذا التخلي المطلق والهروب يعني شيئا آخر
فهل كان المسيح الوحيد من بين الرسل الذي ساء حظه فباعه أحد
تلاميذه واثاني أنكره والباقون تركوه وهربوا !!! ؟؟؟ برغم أنه رسم
لهم خطة المعركة المحدودة وخصص لهم أماكن الدفا ع وأمرهم أن
يبيعوا ثيابهم ويشتروا سيوفا استعدادا للدفا ع، إن كل ذلك يوحي بأن
الشخص الذي أمسكوا به ليصلبوه لا يستحق الدفا ع عنه لأنه ليس
المسيح.
المسيح يرفض تسليم نفسه ويستعد لمعركة دفاعية
وهل الذي يسلم نفسه طائعا مختارا يأمر تلاميذه بالاستعداد للجهاد
وشراء سيوف ويتحري عدد الأسلحة الموجودة بل ويأمر أصحابه أن
يبيعوا ثيابهم ويشتروا سيوفا بثمنها، " فقال لهم: لكن ا لآ ن من له
كيس فليأخذه ومزود كذلك ومن ليس له فليبع ثيابه ويشتر سيفا"
لوقا ٣ ٦ -٣٥ /٢٢
بل ويتحر ى المسيح الدقة ويسأل عن عدد الأسلحة الموجودة فكانت
الإجابة " فقالوا: يا رب هو ذا هنا سيفان. فقال: لهم ( يسوع)
يكفي" لوقا. ٢ ٨ /٢٢
ونحن هنا نسأل : يكفي... لماذا ؟
لاشك أن كل ذلك استعداد لمعركة محدودة معركة دفاعية ضد الذين
أرادوا الإمساك به، وفعلا بدأت المعركة " وإذا واحد من الذين مع
يسوع مد يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع
أذنه" متي. ٥١ /٢ ٦


الصفحة التالية
Icon