وذلك ردا علي الذين قالوا هي سيوف روحية ! وقد وز ع يسو ع قواته
المحدودة للدفا ع عنه فخصص مدخل البستان لثمانية من تلاميذه ثم
أخذ معه بطرس وابني زبدي... فقال لهم... :" امكثوا هاهنا
واسهروا معي" متي ٣ ٨ -٣٧ /٢ ٦ فماذا يعني ذلك كله ! ؟ شراء
سيوف وتخصيص أماكن للدفا ع واستعداد لمعركة ألا يتعارض ذلك
مع قولهم سلم نفسك طائعا مختارا !!! ؟؟؟
يهوذا المظلوم
ولابد أن تعرف مكانة يهوذا بين هذه الجماعة اليسوعية فيهوذا هو
الأمين علي مالية الجماعة كلها وصندوق ماليتها تحت تصرفه، فقد
جاء بالنص" الصندوق مع يهوذا" يوحنا. ٢ ٩ /١٣
. وكان يمكن ليهوذا لو كان محبا للمال أن يختلس المالية كلها ويفر
هاربا.
وهناك سؤال مطلوب الإجابة عليه، ما الدافع ليهوذا لتسليم المسيح هل
هو عدم الإيمان بالمسيح ؟ ذلك شيء مستبعد بعد معاصرته للمسيح
ومشاهده المعجزات التي أتي بها وقربه من المسيح الذي أدي إلي
ائتمانه علي مالية الجماعة كلها.
هل هو حب يهوذا للمال الذي دفعه لتسليم المسيح ؟ وهل ثلاثون من
الفضة مغرية ليهوذا ليسلم سيده ؟ ذلك شيء مستبعد لأن مالية
الجماعة كلها تحت تصرفه وكان يمكنه الهروب بها ويعفي نفسه من
مسئولية التسليم، بل كان يمكن أن يختلس الثلاثين من الفضة من
الصندوق بطريقة مستمرة منتظمة لا تنكشف، لاشك أن يهوذا مظلوم
في ذلك.
إنهم لم يعينوا علي يهوذا مراجعا للحسابات وكان يمكنه أن يختلس
من الصندوق ما يشاء، فهل مثل هذا الأمين علي مالية الجماعة كلها
يبيع أميرها بثلاثين من الفضة ؟؟؟
ولقد ظل الصندوق في يده لآ خر لحظة حتى بعد اكتشاف خيانته بدليل
أن المسيح لما قال له ما تريد أن تفعله افعله سريعا ظن التلاميذ أن
المسيح يأمر يهوذا بشراء طعام من الصندوق، وهنا تناقض في
مصير يهوذا ومصير الثلاثين من الفضة، كيف كان ذلك ! ؟
" لما رأي يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ندم ورد الثلاثين إلي