ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (١٥٩) ﴾
و" إن " هنا هي " إن " النافية، وهي غير " إن " الشرطية. وإليكم هذا المثال عن " إن " النافية من موضع آخر من القرآن حين قال الحق :﴿ الذين يُظَاهِرُونَ مِنكُمْ مِّن نِّسَآئِهِمْ مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللائي وَلَدْنَهُمْ ﴾ [ المجادلة : ٢ ]
يصحح الحق هنا الخطأ الذي وقع فيه هؤلاء الذين يظاهرون من نسائهم بقول الواحد منهم لزوجته :" أنت علي كظهر أمي "، فيقول سبحانه :﴿ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللائي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ القول وَزُوراً وَإِنَّ الله لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾ [ المجادلة : ٢ ]
فيوضح سبحانه : ما أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم. و" إن " في هذه الآية التي نحن بصدد خواطرنا الآن عنها هي " إن " النافية.
كأن الحق يقول : ما من أهل الكتاب أحد إلا ليؤمن به قبل موته. وهذا شرح لمعنى " إن النافية ". وقد يقول قائل : ما حكاية الضمائر في هذه الآية؟ فالآية بها أكثر من ضمير، مثل قوله الحق :﴿ وَإِن مِّنْ أَهْلِ الكتاب إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ﴾ وعلى من تعود " به ) ؟ وعلى من تعود الهاء في آخر قوله " موته "؟ هل هو موت عيسى أو موت أي واحد من أهل الكتاب، فالمذكور عيسى، ومذكور أيضاً أهل الكتاب، فيصح أن يكون القول كالآتي :