المسيح لهذا الإنجيل إلي أمته والذي طلب منهم أن يؤمنوا به ولم تكن
هذه الأناجيل الأربعة وغيرها قد ظهرت في الوجود بعد فهي لذلك
خارجة عن دائرة طلب المسيح الإيمان بالإنجيل، وقد جاء ذلك أيضا
صريحا في رسالة بولس إلي أهل رومية "..... يسوع المسيح
المدعو رسولا المفرز لإنجيل الله". ١ /١
بل ووصف صريحا إنجيل المسيح بأنه قوة الله للخلاص فلا خلاص
بغيره
" إنجيل المسيح لأنه هو قوة الله للخلاص" رسالة بولس إلي أ هل
رومية الأصحاح الأول عدد. ١ ٦
وهذا هو نفسه الإنجيل الذي أمر المسيح تلاميذه أن يذهبوا به إلي
العالم أجمع حيث قال :" اذهبوا إلي العالم اجمع وأكرزوا بالإنجيل
للخليقة كلها" مرقس. ١٥ /١ ٦
بعد هذا البيان الصريح ليس من حق أحد أن يؤلف إنجيلا آخر لأن
النصوص الصريحة في أن إنجيل المسيح قوة الله للخلاص وأن إنجيل
الله هو الذي أمر المسيح تلاميذه أن يبلغوه للناس وان يدعوهم إلي
الإيمان به.
وهو نفس الإنجيل الذي أشار إليه القرآن ووصفه بالحق والصدق والنور
قال تعالي ﴿ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾
آل عمران ٤٨ - ٤٩
وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ
المائدة ٤٦