وقال القرطبى :
﴿ إلى نُوحٍ ﴾ قدّمه لأنه أوّل نبي شُرعت على لسانه الشرائع.
وقيل غير هذا ؛ ذكر الزبير بن بكار حدثني أبو الحسن علي بن المغيرة عن هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال : أوّل نبي بعثه الله تبارك وتعالى في الأرض إدريس واسمه أَخنوخ ؛ ثم انقطعت الرسل حتى بعث الله نوح بن لمك بن مُتَوشْلَخ بن أَخنوخ، وقد كان سام بن نوح نبياً، ثم انقطعت الرسل حتى بعث الله إبراهيم نبياً واتخذه خليلاً ؛ وهو إبراهيم بن تَارَخ واسم تارخ آزَرَ ثم بعث إسماعيل بن إبراهيم فمات بمكة، ثم إسحاق بن إبراهيم فمات بالشام، ثم لوط وإبراهيم عمه، ثم يعقوب وهو إسرائيل بن إسحاق ثم يوسف بن يعقوب ثم شعيب بن يَوْبَب، ثم هود بن عبد الله، ثم صالح بن أسف، ثم موسى وهارون ابنا عمران.
ثم أيوب ثم الخضر وهو خضرون، ثم داود بن إيشا ثم سليمان ابن داود، ثم يونس بن متى، ثم إلياس ثم ذا الكفل واسمه عويدنا من سِبط يهوذا بن يعقوب ؛ قال : وبين موسى بن عمران ومريم بنت عمران أم عيسى ألف سنة وسبعمائة سنة وليسا من سِبط ؛ ثم محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الزبير : كل نبي ذكر في القرآن من ولد إبراهيم غير إدريس ونوح ولوط وهود وصالح.
ولم يكن من العرب أنبياء إلا خمسة : هود وصالح وإسماعيل وشعيب ومحمد ﷺ وعليهم أجمعين ؛ وإنما سموا عرباً لأنهم لم يتكلم بالعربية غيرهم.
قوله تعالى :﴿ والنبيين مِن بَعْدِهِ ﴾ هذا يتناول جميع الأنبياء ثم قال :﴿ وَأَوْحَيْنَآ إلى إِبْرَاهِيمَ ﴾ فخص أقواما بالذكر تشريفاً لهم، كقوله تعالى :﴿ وملائكته وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ ﴾ [ البقرة : ٩٨ ] ثم قال :﴿ وعيسى وَأَيُّوبَ ﴾ قدّم عيسى على قوم كانوا قبله ؛ لأن الواو لا تقتضي الترتيب، وأيضاً فيه تخصيص عيسى رداً على اليهود.


الصفحة التالية
Icon