﴿ وَأَوْحَيْنَآ إلى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ والأسباط ﴾ وهم أولاد يعقوب ﴿ وعيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً ﴾ قرأ يحيى بن وثاب، والأعمش وحمزة ﴿ زَبُوراً ﴾ بضم الزاي بمعنى جمع زبر وزبور كأنه قال : قد كتبنا صحفاً من بعده أي مكتوبة، والباقون بفتح الزاي على أنه كتاب داود المسمى زبوراً، وكان داود يبرز إلى البرّية فيدعو بالزبور وكان يقوم معه علماء بني اسرائيل فيقومون خلفه. ويقوم الناس خلف العلماء ويقوم الجن خلف الناس، الأعظم فالأعظم في [ فلاة ] عظيمة ويقوم [ الناس ] لهذا الجن الأعظم فالأعظم وتجيء الدواب التي في الجبال، إذا سمعن صوت داود فيقمن بين يديه تعجبّاً لما سمعن منه، وتجيء الطير حتى يظللن داود وسليمان والجن والإنس في كثرة لايحصيهم إلاّ الله عز وجل يرفرفن على رؤسهم ثم تجيء السباع حتى تخالط الدواب والوحش لما سمعن حتى من لم ير ذلك، فقيل له : ذاك أنس الطاعة، وهذه وحشة المعصية. (١)
وروى طلحة بن يحيى عن أبي بردة أبي موسى عن أبيه قال : قال لي رسول الله ﷺ :" لو رأيتني البارحة وأنا أستمع لقرآنك، لقد أُعطيت مزماراً من مزامير آل داود " قلت : أما والله يا رسول الله لو علمت إنّك تسمع قراءتي لحسّنت صوتي وزدته [ تحبيراً ] ".
وكان عمر ( رضي الله عنه ) إذا رآه قال : ذكّرنا يا أبا موسى فيقرأ عنده.
وعن أبي عثمان [ النهدي ] وكان قد أدرك الجاهلية، قال : ما سمعت [ طنبوراً ولا صنجاً ] ولا مزماراً أحسن من صوت أبي موسى وإن كان لَيَؤُمّنا في صلاة الغداة لنودّ أنه يقرأ سورة البقرة من حسن صوته حيث نزع حرف الصفة فالمعنى : كما أوحينا إلى نوح وإلى رسل. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٣ صـ ﴾

__
(١) هذا الكلام يحتاج إلى سند صحيح. والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon