وقال ابن عطية :
وقوله تعالى :﴿ ورسلاً قد قصصناهم عليك ﴾ الآية، نصب ﴿ رسلاً ﴾ على المعنى، لأن المعنى إنا أرسلناك كما أرسلنا نوحاً، ويحتمل أن ينصب ﴿ رسلاً ﴾ بفعل مضمر تقديره أرسلنا رسلاً، لأن الرد على اليهود إنما هو في إنكارهم إرسال الرسل واطراد الوحي، وفي حرف أبي بن كعب " ورسل " في الموضعين بالرفع على تقديرهم رسل، و﴿ قصصناهم ﴾ معناه ذكرنا اسماءهم وأخبارهم، وقوله تعالى :﴿ ورسلاً لم نقصصهم عليك ﴾ يقتضي كثرة الأنبياء دون تحديد بعدد، وقد قال تعالى ﴿ وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ﴾ [ فاطر : ٢٤ ] وقال تعالى :﴿ وقروناً بين ذلك كثيراً ﴾ [ الفرقان : ٣٨ ] وما يذكر من عدد الأنبياء فغير صحيح، الله أعلم بعدتهم، صلى الله عليهم، وقوله تعالى :﴿ وكلم الله موسى تكليماً ﴾ إخبار بخاصة موسى، وأن الله تعالى شرفه بكلامه ثم أكد تعالى الفعل بالمصدر، وذلك منبىء في الأغلب عن تحقيق الفعل ووقوعه، وأنه خارج عن وجوه المجاز والاستعارة، لا يجوز أن تقول العرب : امتلأ الحوض وقال : قطني قولاً، فإنما تؤكد بالمصادر الحقائق، ومما شذ قول هند بنت النعمان بن بشير :