والد إلا أنه اقتصر على عدم ذكر الولد ثقة بظهور الأمر والولد مشترك معنوي في سياق النفي فيعم، فلا بد للتخصيص من مخصص وأنى به؟ فليفهم.
وقوله تعالى :﴿ وَلَهُ أُخْتٌ ﴾ عطف على ﴿ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ ﴾ ويحتمل الحالية، والمراد بالأخت الأخت من الأبوين والأب لأن الأخت من الأم فرضها السدس، وقد مر بيانه في صدر السورة الكريمة [ النساء : ١٢ ].
﴿ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ ﴾ أي بالفرض والباقي للعصبة، أو لها بالردّ إن لم يكن له عصبة، والفاء واقعة في جواب الشرط. أ هـ ﴿ روح المعانى حـ ٦ صـ ﴾. باختصار يسير.
قوله تعالى ﴿وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُنْ لَّهَا وَلَدٌ﴾
قال الفخر :
﴿وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُنْ لَّهَا وَلَدٌ﴾ يعني أن الأخ يستغرق ميراث الأخت إذا لم يكن للأخت ولد، إلاّ أن هذا الأخ من الأب والأم أو من الأب، أما الأخ من الأم فإنه لا يستغرق الميراث. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ٩٦﴾
وقال ابن عاشور :
وقوله :﴿ وهو يرثها ﴾ يعود الضمير فيه على لفظ ( امرؤ ) الواقع في سياق الشرط، المفيد للعموم : ذلك أنَّه وقع في سياق الشرط لفظ ( امرؤ ) ولفظ ( أخ ) أو ( أخت )، وكلّها نكرات واقعة في سياق الشرط، فهي عامّة مقصود منها أجناس مدلولاتها، وليس مقصوداً بها شخص معيّن قد هلك، ولا أخت معيّنة قد ورثت، فلمّا قال ﴿ وهو يرثها ﴾ كان الضمير المرفوع راجعاً إلى ( امرؤ ) لا إلى شخص معيّن قَد هلك، إذ ليس لمفهوم اللفظ هنا فرد معيّن فلا يشكل عليك بأنّ قوله :﴿ امرؤ هلك ﴾ يتأكّد بقوله :﴿ وهو يرثها ﴾ إذ كيف يصير الهالك وارثاً.
وأيضاً كان الضمير المنصوب في "يرثها" عائداً إلى مفهوم لفظ أخت لا إلى أخت معيّنة، إذ ليس لمفهوم اللّفظ هنا فرد معيّن، وعلم من قوله :﴿ يرثها ﴾ أنّ الأخت إن توفّيت ولا ولد لها يرثها أخوها، والأخ هو الوارث في هذه الصورة، وهي عكس التي قبلها.