عبادة الله، بل ولا الملائكة المخلوقون من غير أب ولا أم، فيكون تأخير ذكرهم لأن خلقهم أغرب من خلق عيسى، ويشهد لذلك أن الله تعالى نظر عيسى بآدم عليهما السلام، فنظر الغريب بالأغرب، وشبه العجيب من قدرته بالأعجب، إذ عيسى مخلوق من أم، وآدم من غير أم ولا أب، ولذلك قال :﴿ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍٍ ثِمّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴾ [ آل عِمْرَان : ٥٩ ]، ومدار هذا البحث على النكتة التي نبهت عليها، فمتى استقام اشتمال المذكور أياماً على فائدة، لم يشتمل عليها الأول بأي طريق كان، من تفضيل أو غيره، من الفوائد - فقد استدّ النظر وطابق صيغة الآية والله أعلم، وعلى الجملة فالمسألة سمعية، والقطع فيها معروف بالنصر الذي لا يحتمل تأويلاً، ووجوده عسر، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. انتهى.
﴿ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ ﴾ أي : يأنف منها ويمتنع.
﴿ وَيَسْتَكْبِرْ ﴾ أي : يتعظم عنها ويترفع.
﴿ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَميعاً ﴾ أي : فيجمعهم يوم القيامة لموعدهم الذي وعدهم، ويفصل بينهم بحكمه العدل. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٥ صـ ٤٨٠ ـ ٤٨٤﴾