عن رسول الله - ﷺ - في عمرة الحديبية، فصرح لذلك بقوله :(لكم).
١٠٣ - مسألة :
قوله تعالى :(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ)
وبعده :(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).
ما فائدة تكراره مع قوبه؟
جوابه :
أن لكل آية منها فائدة :
أما الأولى : فرد على قولهم في المسيح أنه الإله، فبين أن
الألوهية لمن له ملك السموات والأرض وليس للمسيح ذلك،
فكيف يكون إلها والله خالقه، والقادر على إهلاكه وأمه.
وأما الآية الثانية : فرد على قولهم :(نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ) فهو توكيد لقوله :(يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ) لأنهم خلقه وملكه، ولذلك قال :(وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)
فيجازى كلا على عمله إما بمغفرة ورحمة أو بعذاب ولو كنتم كما تقولون لما عذبكم لأن المحب لا يعذب محبوبه.
١٠٤ - مسألة :
قوله تعالى :(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ) وفى إبراهيم :(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا ) بغير نداء؟.
جوابه :
أن الخطاب بحرف النداء واسم المنادى أبلغ وأخص في
التنبيه على المقصود، وفيه دليل على الاعتناء بالمنادى،
وتخصيصه بما يريد أن يقوله له.
فلما كانت آية المائدة في ذكر أشرف العطايا من النبوة والملك وإيتاء ما لم يؤت أحدا من العالمين وهو المن والسلوى وهم ملتبسين به حالة النداء حق لها وناسب مزيد الاعتناء بالنداء، وتخصيص المنادى، ولذلك أيضا قال :(يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ) لأن ذلك من أعظم النعم عليهم، فناسب التخصيص بذكر المنادى.
ولما كانت آية إبراهيم بذكر ما أنجاهم الله تعالى منه من قبل
فرعون وكان ذلك مما مضى زمانه لم يأت فيه بمزيد الاعتناء
كما تقدم في المائدة
١٠٥ - مسألة :