الكلاب سألوه ما يحل من هذه الامة التي أمرت بقتلها فنزلت (يسئلونك ماذا أحل لهم) وقرأ إلى آخر الآية والجوارح في اللغة الكواسب يقال ما لفلانة جارح أي كاسب وقال مجاهد في قول الله عز وجل (ويعلم ما جرحتم بالنهار) قال ما كسبتم
وقال مجاهد في معنى الجوارح انها الكلاب والطير وقال طاووس يحل صيد الطير لقوله تعالى مكلبين وليس في الآية دليل على تحريم صيد سوى الكلاب لأن معنى مكلبين محرشون مع والاجماع يقوي قول طاووس على تحليل صيد الطير ٢٧ وقوله جل وعز (فكلوا مما أمسكن عليكم) قال سعد بن أبي وقاص وسلمان وعبد الله بن عمر وأبو هريرة إذا أمسك عليك فكل وان أكل وهذا قول أهل المدينة
وروي عن عدي بن حاتم عن النبي ﷺ أنه قال (إن أمسك عليك ولم يأكل فكل) وهذا قول أهل الكوفة ٢٨ وقوله جل وعز (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم) قال مجاهد وابراهيم يعني الذبائح
٢٩ وقوله جل وعز (والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أتوا الكتاب من قبلكم) روي عن ابن عباس أنه قال المحصنات العفيفات العاقلات وقال الشعبي هو أن تحصن فرجها فلا تزني وتغتسل من الجنابة
والقراءة على قول الشعبي والمحصنات بكسر الصاد وبه قرأ الكسائي والمحصنة تكون العفيفة والمتزوجة والحرة فالحرة ها هنا أولى ولو أريد العفيفة لما جاز أن تتزوج امرأة حتى يوقف على عفتها وقال مجاهد المحصنات الحرائر قال أبو عبيد نذهب إلى أنه لا يحل نكاح اماء أهل الكتاب لقوله جل وعز (فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات)
وهذا القول الذي عليه جلة العلماء ويدل على أنهن الحرائر قوله جل ثناه (ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات) قال الحسن والزهري ويحيى بن سعيد وابراهيم ومكحول


الصفحة التالية
Icon