معكم لئن أقمتم الصلاة) إلى آخر القصة ٤٤ وقوله جل وعز (وآمنتم برسلي وعزرتموهم) قال أبو عبيد (عزرتموهم) عظمتموهم وقال يونس أثنيتم عليها وأحسن من هذين القولين قول ابن أبي نجيح عن مجاهد أن معنى (عزرتموهم) نصرتموهم والتعظيم داخل في النصرة
والدليل على هذا قوله تعالى (وتعزروه وتوقروه) وأصل التعزير في اللغة المنع ومنه عزرت فلانا أي أنزلت به ما يمتنع من أجله من المعاودة كما تقول نكلت به أي أنزلت به ما ينكل به عن العودة وروي عن سعد أنه قال لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله ﷺ ما لنا طعام الا الحبلة والسمر ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الاسلام أي تؤدبني وهو يرجع إلى ما تقدم أي يمنعونني سعيد عما أنا عليه ٤٥ وقوله جل وعز (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية)
وتقرأ (قسية) والقاسية كما تقول علية وعالية وعلي وعال بمعنى واحد والقول الآخر معنى (قسية) ليست بخالصة الايمان أي
فيها نفاق قال أبو جعفر وهذا قول حسن لأنه يقال درهم قسي إذا كان مغشوشا بنحاس أو غيره قال أبو جعفر وأولى ما فيه أن تكون (قسية) بمعنى قاسية مثل زكية وزاكية الا أن فعيلة أبلغ من فاعلة فالمعنى جعلنا قلوبهم غليظة نابية عن الايمان والتوفيق لطاعتي لأن القوم لم يوصفوا بشئ من الايمان فتكون قلوبهم موصوفة فان ايمانها خالطه كفر كالدراهم القسية التي خالطها غش ٤٧ ثم قال جل وعز (يحرفون الكلم عن مواضعه)
يجوز أن يكون معناه يبدلون حروفه ويجوز أن يكون معناه يتناولونه على غير معناه ٤٨ وقوله جل وعز (ولا تزال تطلع على خائنة منهم) فيه قولان أحدهما قاله قتادة قال على خيانة وهذا جائز في اللغة ويكون مثل قولهم قائلة بمعنى قيلولة والقول الآخر قاله ابن أبي نجيح عن مجاهد وهو أن هذا يراد به اليهود الذين هموا بقتل النبي ﷺ فيكون التقدير على هذا القول على فرقة خائنة ثم أقام الصفة مقام الموصوف


الصفحة التالية
Icon