دخلتموه فانكم غالبون) وقد علمنا أنهم إذا دخلوا من ذلك الباب كان لهم الغلب وقرأ سعيد بن جبير (من الذين يخافون) بضم الياء يذهب إلى أنهما كانا من الجبارين وأنعم الله عليهما بالاسلام ٦١ ثم قال جل وعز (قالوا يا موسى انا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها) أي ليس نقبل مشورة فأعلم الله النبي ﷺ أن أهل الكتاب لم يزالوا يعصون الانبياء وأن له في ذلك أسوة
قال أبو عبيدة معنى (فاذهب انت وربك فقاتلا) أي اذهب فقاتل وليعنك ربك ٦٢ ثم قال جل وعز (قال رب اني لا أملك الا نفسي وأخي) ويجوز أن يكون المعنى وأخي لا يملك إلا نفسه ويجوز أن يكون المعنى وأملك أخي لأنه إذا كان يطيعه فهو مالك في الطاعة ٦٣ ثم قال جل وعز (فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين)
قال الضحاك المعنى فاقض بيننا وبين القوم الفاسقين ٦٤ وقوله جل وعز (قال فانها محرمة عليهم) أي هم ممنوعون من دخولها ويروى أنه حرم عليهم دخولها أبدا
فالتمام على هذا عند قوله (عليهم) ثم قال تعالى (أربعين سنة يتيهون في الارض) وقد ذهب بعض أهل اللغة إلى أن المعنى (فانها محرمة عليهم أربعين سنة) ثم ابتدأ فقال (يتيهون في الارض) ٦٥ ثم قال جل وعز (فلا تأس على القوم الفاسقين) يجوز أن يكون هذا خطابا للنبي ﷺ أي فلا تأس على قوم هذه صفتهم ويجوز أن يكون الخطاب لموسى صلى الله عليه وسلم
يقال أسي يأسى أسى إذا حزن ويقال أسى الشئ يأسو أسوا إذا أصلحته والمعنى أنه أزال ما يقع الغم من أجله ولك في فلان اسوة وأسوة أي إذا رأيته مثلك نفض عنك الغم ٦٦ وقوله جل وعز (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق) قال مجاهد هما ابنا آدم لصلبه هابيل
وقابيل وكان من علامة قربانهم إذا تقبل أن يسجد أحدهم ثم تنزل نار من السماء فتأكل القربان والقربان عند أهل اللغة فعلان مما يتقرب به إلى الله جل وعز