٧٦ وقوله جل وعز (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) قال ابن عباس يعني القربة وكذلك قال الحسن
وروى موسى بن وردان عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ﷺ (الوسيلة درجة عند الله جل وعز وليس فوقها درجة) ٧٧ وقوله جل وعز (يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها) قال يزيد الفقير قيل لجابر بن عبد الله أنتم يا أصحاب محمد تقولون ان قوما يخرجون من النار والله يقول (وما هم
بخارجين منها) فقال جابر انكم تجعلون العام خاصا والخاص عاما انما هذا في الكفار خاصة فقرأت الآية من أولها إلى آخرها فإذا هي في الكفار خاصة ٧٨ وقوله جل وعز (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) قال سيبويه المعنى وفيما فرض عليكم السارق والسارقة ٧٩ ثم قال جل وعز (جزاء بما كسبا نكالا من الله) يقال نكلت به إذا فعلت به ما يجب أن ينكل به عن ذلك الفعل ٨٠ وقوله جل وعز (فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فان الله يتوب عليه ان الله غفور رحيم)
المعنى غفور له وجعل الله توبة الكافرين تدرأ عنهم الحدود لأن ذلك أدعى إلى الاسلام وجعل توبة المسلمين عن السرقة والزنا
لا تدرأ عنهم الحدود لأن ذلك أعظم لاجورهم في الآخرة وأمنع لمن هم أن يفعل مثل فعلهم وقال مجاهد والشعبي قرأ عبد الله بن مسعود (والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما) ٨١ وقوله جل وعز (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر) أي لا يحزنك مسارعتهم إلى الكفر لأن الله جل وعز قد وعدك النصر
٨٢ ثم قال جل وعز (من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) قال مجاهد يعني المنافقين ٨٣ ثم قال جل وعز (ومن الذين هادوا سماعون للكذب) قال مجاهد يعني اليهود فأما معنى سماعون للكذب والانسان يسمع الخير والشر ففيه قولان أحدهما أن المعنى قابلون للكذب وهذا معروف في اللغة أن يقال لا تسمع من فلان أي لا تقبل منه ومنه سمع الله لمن حمده معناه قبل لأن الله جل وعز سامع لكل شئ