الها من لا يعيش الا بأكل الطعام ١٣٤ ثم قال جل وعز ذكره (انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون) أي قد بينا لهم العلامات وأوضحنا الامر فمن أين يصرفون
يقال أفكه يأفكه إذا صرفه ١٣٥ وقوله جل وعز (يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق) الغلو التجاوز قال أبو عبيد كما فعلت الخوارج أخرجهم الغلو إلى أن كفروا أهل الذنوب قال ويبين لك هذا قول النبي ﷺ فيهم (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) والمروق هو الغلو بعينه لأن السهم يتجاوز الرمية ١٣٦ ثم قال جل وعز (ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل)
قال ابن أبي نجيح عن مجاهد يعني اليهود وقال غيره لانهم اتبعوا شهواتهم وطلبوا دوام رياستهم وآثروا ذلك على الحق والهوى في القرآن مذموم والعرب لا تستعمله الا في الشر
فأما في الخير فيستعملون الشهوة والنية والمحبة ١٣٧ ثم قال جل وعز (وأضلوا كثيرا) قال ابن أبي نجيح يعني المنافقين وقال غيره ضلوا باتباعهم اياهم ١٣٨ ثم قال جل وعز (وضلوا عن سواء السبيل) أي قصده ١٣٩ وقوله جل وعز (لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم) قال أبو مالك الذين لعنوا على لسان داود مسخوا قردة
والذين لعنوا على لسان عيسى ﷺ مسخوا خنازير وروي عن ابن عباس أنه قال الذين لعنوا على لسان داود أصحاب السبت والذين لعنوا على لسان عيسى الذين كفروا بعد نزول المائدة وروي عن النبي ﷺ أنه قال (أول ما وقع النقص في بني اسرائيل أن أحدهم كان يرى أخاه على المعصية فينهاه ثم لا يمنعه ذلك من الغد أن يكون أكيله وشريبه فضرب الله قلوب بعضهم ببعض وأنزل فيهم القرآن (لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) ثم قال ﷺ (كلا والذي نفسي بيده حتى