ويروى أن عمر رضي الله عنه لم يزل يقول (اللهم بين لنا في الخمر) حتى نزلت (فهل أنتم منتهون) فقال قد انتهينا ١٥٢ وقوله جل وعز (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات) قال ابن عباس والبراء لما حرمت الخمر قال المسلون يا رسول الله فكيف باخواننا المؤمنين الذين ماتوا وهم يشربونها فأنزل الله جل وعز (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) إلى آخر الآية وروى الزهري عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عمر لما أراد حد (قدامة بن مظعون) قال قدامة ما كان لكم أن تجلدوني
قال الله جل وعز (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) الآية فقال عمر أخطأت التأويل انك إذا أيقنت اجتنبت ما حرم الله عليك ثم أمر به فجلد
قيل هذا أحسن من الاول لأن فيها (إذا ما اتقوا وآمنوا) و (إذا) لا تكون للماضي فالمعنى على هذا والله أعلم للمؤمنين قبل وبعد على العموم وقد روي هذا أيضا عن ابن عباس قال أبو جعفر قيل (إذا ما اتقوا) الشرك (وآمنوا) وصدقوا (ثم اتقوا وآمنوا) ازدادوا ايمانا (ثم اتقوا) الصغائر حذرا (وأحسنوا) تنفلوا وقال محمد بن جرير الاتقاء الاول هو الاتقاء بتلقي أمر الله بالقبول والتصديق والدينونة به والعمل والاتقاء الثاني الاتقاء بالثبات على التصديق والثالث الاتقاء بالاحسان والتقرب بالنوافل ١٥٣ وقوله جل وعز (يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشئ من الصيد) المعنى ليختبرن بعد طاعتكم من معصيتكم
١٥٤ ثم قال جل وعز (تناله أيديكم ورماحكم) قال مجاهد الذي تناله أيديكم البيض والفراخ والذي تناله الرماح ما كان كبيرا


الصفحة التالية
Icon