وشهرِ بني أميّة والهَدايا...
إذا حبست مُضرّجُها الدقاء
وعلى هذا يكون التعريف للعهد فلا يعمّ.
والأظهر أنّ التعريف للجنس، كما قدّمناه.
والهدي : هو ما يهدى إلى مناسك الحجّ لينحر في المنحر من مِنى، أو بالمروة، من الأنعام. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٥ صـ ﴾
قوله تعالى ﴿ وَلاَ القلائد وَلاَ آمينَ البيت الحرام ﴾
فصل
قال الفخر :
القلائد جمع قلادة وهي التي تشد على عنق العبير وغيره وهي مشهورة.
وفي التفسير وجوه :
الأول : المراد منه الهدى ذوات القلائد، وعطفت على الهدي مبالغة في التوصية بها لأنها أشرف الهدي كقوله ﴿وَجِبْرِيلَ وميكال﴾ [ البقرة : ٩٨ ] كأنه قيل : والقلائد منها خصوصاً الثاني : أنه نهى عن التعرض لقلائد الهدي مبالغة في النهي عن التعرض للهدي على معنى : ولا تحلوا قلائدها فضلاً عن أن تحلوها، كما قال ﴿وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾ [ النور : ٣١ ] فنهى عن إبداء الزينة مبالغة في النهي عن إبداء مواضعها.
الثالث : قال بعضهم : كانت العرب في الجاهلية مواظبين على المحاربة إلا في الأشهر الحرم، فمن وجد في غير هذه الأشهر الحرم أصيب منه، إلا أن يكون مشعراً بدنة أو بقرة من لحاء شجر الحرم، أو محرماً بعمرة إلى البيت، فحينئذٍ لا يتعرض له، فأمر الله المسلمين بتقرير هذا المعنى.
ثم قال :﴿وَلاَ آمينَ البيت الحرام﴾ أي قوماً قاصدين المسجد الحرام، وقرأ عبد الله : ولا آمي البيت الحرام على الإضافة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٠٣﴾
وقال ابن عطية :
وقوله تعالى :﴿ ولا الهدي ولا القلائد ﴾ أما الهدي فلا خلاف أنه ما أهدي من النعم إلى بيت الله وقصدت به القربة فأمر الله أن لا يستحل ويغار عليه، واختلف الناس في ﴿ القلائد ﴾ فحكى الطبري عن ابن عباس أن ﴿ القلائد ﴾ هي ﴿ الهدي ﴾ المقلد وأن ﴿ الهدي ﴾ إنما يسمى هدياً ما لم يقلد فكأنه قال ولا " الهدي " الذي يقلد والمقلد منه.