وكانت في خلال ذلك كله أغراض شتى سبقت في معرض الاستطراد في متفرق المناسبات تجديدا لنشاط القارئ والسامع، كما يسفر وجه الشمس إثر نزول الغيوث الهوامع، وتخرج بوادر الزهر عقب الرعود القوارع، من تمجيد الله وصفاته ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ [ البقرة : ٢٥٥ ] ورحمته وسماحة الإسلام، وضرب أمثال ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ﴾ [ البقرة : ١٩ ] واستحضار نظائر ﴿وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ﴾ [ البقرة : ٧٤ ] ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ﴾ [ البقرة : ٢٤٣ ] وعلم وحكمة، ومعاني الإيمان والإسلام، وتثبيت المسلمين ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ﴾ [ البقرة : ١٥٣ ] والكمالات الأصلية، والمزايا التحسينية، وأخذ الأعمال والمعاني من حقائقها وفوائدها لا من هيئاتها، وعدم الاعتداد بالمصطلحات إذا لم ترم إلى غايات ﴿وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا﴾ [ البقرة : ١٨٩ ] ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ﴾ [ البقرة : ١٧٧ ] ﴿وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ [ البقرة : ٢١٧ ] والنظر والاستدلال، ونظام المحاجة، وأخبار الأمم الماضية، والرسل وتفاضلهم، واختلاف الشرائع. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١ صـ ١٩٩ ـ ٢٠٣﴾


الصفحة التالية
Icon