وقد رَوى سالم بن عبد الله بن عمر عن كعب الأحبار أنه سمع رجلاً يحدّث أنه رأى رؤياً في المنام أن الناس قد جُمعوا للحساب ؛ ثم دعي الأنبياء مع كل نبيّ أُمته، وأنه رأى لكل نبيّ نُورين يمشي بينهما، ولمن اتبعه من أُمته نوراً واحداً يمشي به، حتى دُعي بمحمد ﷺ فإذا شعر رأسه ووجهه نُور كله يراه كل من نظر إليه، وإذا لمن اتبعه من أُمته نُوران كنُور الأنبياء ؛ فقال له كعب وهو لا يشعر أنها رؤيا : من حدّثك بهذا الحديث وما علمك به؟ فأخبره أنها رؤيا ؛ فأنشده كعب، الله الذي لا إله إلاَّ هو لقد رأيتَ ما تقول في منامك؟ فقال : نعم والله لقد رأيت ذلك ؛ فقال كعب : والذي نفسي بيده أو قال والذي بعث محمداً بالحق إنّ هذه لصفة أحمد وأُمته، وصفة الأنبياء في كتاب الله، لكأن ما تقوله من التوراة.
أسنده في كتاب "التمهيد".
قال أبو عمر : وقد قيل إن سائر الأُمم كانوا يتوضئون والله أعلم ؛ وهذا لا أعرفه من وجه صحيح.
وخرّج مسلم عن أبي هُرَيرة أنّ رسول الله ﷺ قال :" إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كلُّ خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو آخر قَطْر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كلُّ خطيئةٍ كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قَطْر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كلُّ خطيئةٍ كان مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قَطْر الماء حتى يخرج نقِيّاً من الذنوب " حديث مالك عن عبد الله الصُّنَابِحي أكمل، والصواب أبو عبد الله لا عبد الله، وهو مما وهِم فيه مالك، واسمه عبد الرحمن بن عُسَيْلة تابعيّ شامي كبير لإدراكه أوّل خلافة أبي بكر ؛ قال أبو عبد الله الصُّنَابِحي : قدمت مهاجراً إلى النبي ﷺ من اليمن فلما وصلنا الجُحْفة إذا براكب قلنا له ما الخبر؟ قال : دفنَّا رسول الله ﷺ منذ ثلاثة أيام.