وكذا ما يذكر من أنّ المراد قصّة الأعرابي الّذي اخترط سيف رسول الله ﷺ وهو قائل في مُنصرفه من إحدى غزواته، فذلك لا يناسب خطاب الّذين آمنوا، ولا يناسب قصّة الأعرابي لأنّ الّذي أهمّ بالقتل واحد لا قوم. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٥ صـ ﴾
فائدة
قال الفخر :
يقال : بسط إليه لسانه إذا شتمه، وبسط إليه يده إذا بطش به.
ومعنى بسط اليد مده إلى المبطوش به، ألا ترى أن قولهم : فلان بسيط الباع ومديد الباع بمعنى واحد ﴿فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ﴾ أي منعها أن تصل إليكم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٤٦﴾
وقال ابن عاشور :
وبسط اليد مجاز في البطش قال تعالى :﴿ ويبسطوا إليكم أيديَهم وألسنتهم بالسوء ﴾ [ الممتحنة : ٢ ] ويطلق على السلطة مجازاً أيضاً، كقولهم : يجب الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر على كلّ من بُسطت يدُه في الأرض ؛ وعلى الجُود، كما في قوله تعالى :﴿ بل يَداه مبسوطتان ﴾ [ المائدة : ٦٤ ].
وهو حقيقة في محاولة الإمساك بشيء، كما في قوله تعالى حكاية عن ابن آدم ﴿ لَئِن بسطتَ إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يديَ إليك لأقتلك ﴾ [ المائدة : ٢٨ ].
وأمّا كفّ اليد فهو مجَاز عن الإعراض عن السوء خاصّة ﴿ وكفّ أيديَ النّاس عنكم ﴾ [ الفتح : ٢٠ ].
والأمر بالتقوى عقب ذلك لأنّها أظهر للشكر، فعطف الأمر بالتَّقوى بالواو للدلالة على أنّ التّقوى مقصودة لذاتها، وأنّها شكر لله بدلالة وقوع الأمر عقب التذكير بنعمة عظمى.
وقوله :﴿ وعلى الله فليتوكّل المؤمنون ﴾ أمر لهم بالاعتماد على الله دون غيره.
وذلك التّوكل يعتمد امتثال الأوامر واجتناب المنهيات فناسب التّقوى.
وكان من مظاهره تلك النّعمة الّتي ذُكّروا بها. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٥ صـ ﴾