فائدة
قال أبو حيان :
وجاء الأمر بالتقوى أمر مواجهة مناسباً لقوله اذكروا.
وجاء الأمر بالتوكل أمر غائب لأجل الفاصلة، وإشعاراً بالغلبة، وإفادة لعموم وصف الإيمان، أي : لأجل تصديقه بالله ورسوله يؤمر بالتوكل كل مؤمن، ولابتداء الآية بمؤمنين على جهة الاختصاص وختمها بمؤمنين على جهة التقريب. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ﴾
وقال أبو السعود :
﴿ وَعَلَى الله ﴾ أي عليه تعالى خاصةً دون غيرِه استقلالاً واشتركاً ﴿ فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون ﴾ فإنه يكفيهم في إيصال كلِّ خيرٍ ودفع كل شر، والجملة تذييلٌ مقرِّرٌ لما قبله، وإيثارُ صيغة أمْرِ الغائبِ وإسنادُها إلى المؤمنين لإيجابِ التوكل على المخاطَبين بالطريق البرهاني، وللإيذان بأن ما وُصفوا به عند الخطابِ من وصف الإيمان داعٍ إلى ما أُمروا به من التوكل والتقوى، وازعٌ عن الإخلال بهما، وإظهارُ الاسم الجليل في موقع الإضمار لتعليل الحُكْمِ وتقوية استقلالِ الجملة التذييلية. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾