من نقض العهد وقاية من حسن القيام، لتكونوا في أعلى درجات وعيه، ثم علل ذلك مرغباً مرهباً بقوله :﴿إن الله﴾ أي الذي له صفات الكمال ﴿عليم﴾ أي بالغ العلم ﴿بذات الصدور﴾ أي أحوالها من سرائرها وإن كان صاحبها لم يعلمها لكونها لم تبرز إلى الوجود، وعلانيتها وإن صاحبها قد نسيها. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٤٠٥ ـ ٤٠٦﴾
وقال الفخر :
اعلم أنه تعالى لما ذكر هذا التكليف أردفه بما يوجب عليهم القبول والانقياد، وذلك من وجهين : الأول : كثرة نعمة الله عليهم، وهو المراد من قوله ﴿واذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ﴾ ومعلوم أن كثرة النعم توجب على المنعم عليه الاشتغال بخدمة المنعم والانقياد لأوامره ونواهيه وفيه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٤٢﴾
فائدة
قال الفخر :
إنما قال ﴿واذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ﴾ ولم يقل نعم الله عليكم، لأنه ليس المقصود منه التأمل في إعداد نعم الله، بل المقصود منه التأمل في جنس نعم الله لأن هذا الجنس جنس لا يقدر غير الله عليه، فمن الذي يقدر على إعطاء نعمة الحياة والصحة والعقل والهداية والصون عن الآفات والإيصال إلى جميع الخيرات في الدنيا والآخرة، فجنس نعمة الله جنس لا يقدر عليه/ غير الله، فقوله تعالى :﴿واذكروا نِعْمَتَ الله﴾ المراد التأمل في هذا النوع من حيث أنه ممتاز عن نعمة غيره، وذلك الامتياز هو أنه لا يقدر عليه غيره، ومعلوم أن النعمة متى كانت على هذا الوجه كان وجوب الاشتغال بشكرها أتم وأكمل. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٤٢﴾

فصل


قال الفخر :


الصفحة التالية
Icon