المرتبة الأولى : أن تدخُل عليه ( أن ) المصدرية.
الثّانية : أن تُحذف ( أن ) المصدريّة ويبقى النصب بها، كقول طرفة:
ألا أيّهذَا الزاجري أحْضُرَ الوغى...
وأن أشهدَ اللذاتتِ هَلْ أنت مُخلدي
بنصب ( أحضرُ ) في رواية، ودلّ عليه عطف ( وأن أشهد ).
الثّالثة : أن تُحذف ( أن ) ويُرفع الفعل عملاً على القرينة، كما روي بيت طرفة ( أحضرُ ) برفع أحضرُ، ومنه قول المثل ( تَسْمَعُ بالمعيدي خير من أن تراه )، وفي الحديث " تحمل لأخِيك الركابَ صدقة "
الرابعة : عود الضمير على الفعل مراداً به المصدر، كما في هذه الآية.
وهذه الآية اقتصر عليها النحاة في التمثيل حتّى يخيّل للنّاظر أنّه مثال فَذٌّ في بابه، وليس كذلك بل منه قوله تعالى :﴿ وينذر الّذين قالوا اتّخذ الله ولداً ﴾ [ الكهف : ٤ ].
وأمثلته كثيرة : منها قوله تعالى :﴿ ما لهم به من علم ﴾ [ الكهف : ٥ ]، فضمير ﴿ به ﴾ عائد إلى القول المأخوذ من ﴿ قالوا ﴾، ومنه قوله تعالى :﴿ ذلك ومن يعظّم حرمات الله فهو خير له عند ربّه ﴾ [ الحج : ٣٠ ]، فضمير ﴿ فهو ﴾ عائد للتعظيم المأخوذ من فعل ﴿ يعظّم ﴾، وقول بشّار:
واللَّه ربّ محمَّد...
مَا إن غَدَرْت ولا نوَيتُه
أي الغدر.
ومعنى ﴿ أقرب للتقوى ﴾ أي للتقوى الكاملة الّتي لا يشذّ معها شيء من الخير، وذلك أنّ العدل هو ملاك كبح النّفس عن الشهوة وذلك ملاك التّقوى. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon