قال الزجاج : النقيب فعيل أصله من النقب وهو الثقب الواسع، يقال فلان نقيب القوم لأنه ينقب عن أحوالهم كما ينقب عن الأسرار ومنه المناقب وهي الفضائل لأنها لا تظهر إلا بالتنقيب عنها، ونقبت الحائط أي بلغت في النقب إلى آخره، ومنه النقبة من الحرب لأنه داء شديد الدخول، وذلك لأنه يطلي البعير بالهناء فيعجد طعم القطران في لحمه، والنقبة السراويل بغير رجلين لأنه قد بولغ في فتحها ونقبها، ويقال : كلب نقيب، وهو أن ينقب حنجرته لئلا يرتفع صوت نباحه، وإنما يفعل ذلك البخلاء من العرب لئلا يطرقهم ضيف.
إذا عرفت هذا فنقول : النقيب فعيل، والفعيل يحتمل الفاعل والمفعول، فإن كان بمعنى الفاعل فهو الناقب عن أحوال القوم المفتش عنها، وقال أبو مسلم : النقيب ههنا فعيل بمعنى مفعول يعني اختارهم على علم بهم، ونظيره أنه يقال للمضروب : ضريب، وللمقتول قتيل.
وقال الأصم : هم المنظور إليهم والمسند إليهم أمور القوم وتدبير مصالحهم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٤٦ ـ ١٤٧﴾
وقال القرطبى :
النَّقَّاب : الرجل العظيم الذي هو في الناس على هذه الطريقة ؛ ومنه قيل في عمر رضي الله عنه : إنه كان لنقَّابا.
فالنُّقباء الضُّمان، واحدهم نقيب، وهو شاهد القوم وضمينهم ؛ يقال : نَقَب عليهم، وهو حسن النَّقِيبة أي حسن الخليقة.
والنَّقْب والنُّقْب الطريق في الجبل.
وإنما قيل : نقِيب لأنه يعلم دخيلة أمر القوم، ويعرِف مناقِبهم وهو الطريق إلى معرفة أُمورهم.
وقال قوم النُّقباء الأمناء على قومهم ؛ وهذا كله قريب بعضه من بعض.
والنَّقيب أكبر مكانة من العَريف.
قال عطاء بن يَسار : حملة القرآن عرفاء أهل الجنة ؛ ذكره الدَّارمِيّ في مسنده.


الصفحة التالية
Icon