وقال مجاهد والكلبي والسدي : أن النقباء بعثوا إلى مدينة الجبارين الذين أمر موسى عليه السلام بالقتال معهم ليقفوا على أحوالهم ويرجعوا بذلك إلى نبيهم موسى عليه السلام أن يحدثوهم، فنكثوا الميثاق إلا كالب بن يوفنا من سبط يهوذا، ويوشع بن نون من سبط إفراثيم ابن يوسف، وهما اللذان قال الله تعالى فيهما ﴿قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الذين يَخَافُونَ﴾ [ المائدة : ٢٣ ] الآية. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٤٧﴾
فائدة
قال القرطبى :
في الآية دليل على قبول خبر الواحد فيما يفتقر إليه المرء، ويحتاج إلى اطلاعه من حاجاته الدينية والدنيوية، فتركب عليه الأحكام، ويرتبط به الحلال والحرام ؛ وقد جاء أيضاً مثله في الإسلام ؛ قال ﷺ لهَوَازِن :" ارجعوا حتى يَرفع إلينا عُرفاؤكم أمركم " أخرجه البخاري.
وفيها أيضاً دليل على اتخاذ الجاسوس.
والتَّجسُّسُ : التَّبحّث.
وقد : بعث رسول الله ﷺ بسْبَسَة عينا ؛ أخرجه مسلم.
وسيأتي حكم الجاسوس في "الممتحنة" إن شاء الله تعالى. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾. بتصرف يسير.
قوله تعالى ﴿وَقَالَ الله إِنّى مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصلاة وَءاتَيْتُمْ الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً ﴾
فائدة
قال الفخر :
في الآية حذف، والتقدير : وقال الله لهم إني معكم، إلا أنه حذف ذلك لاتصال الكلام بذكرهم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٤٧﴾

فصل


قال الفخر :
قوله ﴿إِنّى مَعَكُمْ﴾ خطاب لمن ؟
فيه قولان :
الأول : أنه خطاب للنقباء، أي وقال الله للنقباء إني معكم.
والثاني : أنه خطاب لكل بني إسرائيل، وكلاهما محتمل إلا أن الأول أولى.
لأن الضمير يكون عائداً إلى أقرب المذكورات، وأقرب المذكور هنا النقباء والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٤٧﴾
قال ابن عاشور :
والظاهر أنّ المراد هنا النقباء الّذين أقيموا لجند إسرائيل.


الصفحة التالية
Icon