فائدة
قال أبو حيان :
﴿ يحرفون الكلم عن مواضعه ﴾ أي يغيرون ما شق عليهم من أحكامها، كآية الرجم بدلوها لرؤسائهم بالتحميم وهو تسويد الوجه بالفحم قال معناه ابن عباس وغيره، وقالوا : التحريف بالتأويل لا بتغيير الألفاظ، ولا قدرة لهم على تغييرها ولا يمكن.
ألا تراهم وضعوا أيديهم على آية الرجم؟ وقال مقاتل : تحريفهم الكلم هو تغييرهم صفة الرسول أزالوها وكتبوا مكانها صفة أخرى فغيروا المعنى والألفاظ، والصحيح أن تحريف الكلم عن مواضعه هو التغيير في اللفظ والمعنى، ومن اطلع على التوراة علم ذلك حقيقة، وقد تقدم الكلام على هذا المعنى.
وهذه الجملة وما بعدها جاءت بياناً لقسوة قلوبهم، ولا قسوة أشد من الافتراء على الله تعالى وتغيير وحيه.
وقرأ أبو عبد الرحمن والنخعي الكلام بالألف.
وقرأ أبو رجاء : الكلم بكسر الكاف وسكون اللام. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ﴾