سبحانَ قاتِلِ نَفْسِهِ فأَقُولا؟
أوْ جَلَّ مَنْ جَعَلَ اليَهُودُ بِزَعْمِكُمْ
شوكَ القتادِ لرأسهِ إكليلا
ومضى بحملِ صليبهِ مستسلماً
للموتِ مكتوفَ اليدينِ ذليلا
كم ذا أبكتكمْ ولمْ تستنكفوا
أنْ تَسْمَعُوا التَّبْكِيتَ والتَّخْجِيلا
ضلَّ النصارى في المسيحِ وأقسموا
لايهتدون إلى الرشادِ سبيلا
جَعَلوا الثَّلاثَة َ واحِداً وَلَو اهْتَدوا
لَمْ يَجْعَلُوا العَدَدَ الكَثيرَ قليلا
عَبَدُوا إلهاً مِنْ إلهِ كائِناً
ذا صورة ٍ ضلوا بها وهيولى
ضلَّ النَّصارى واليهودُ فلا تكنْ
بهِمِ عَلَى ُسُبل الهُدَى مَدْلُوُلا
والمدَّعو التثليثِ قومٌ سَوَّغوا
ما خالف المنقولَ والمَعْقولا
والعابدونَ العجلَ قد فُتنوُا به
ودُّوا اتخاذ المُرْسلينَ عجولا
فإِذا أتَتْ بُشْرَى إليهمْ كَذَّبُوا
بهوى النفوسِ وقُتِّلُوا تقتيلا
وكفى اليهودَ بأنهم قد مَثَّلُوا
مَعْبُودَهُم بِعِبَادِهِ تَمثِيلاً
وبأَنَّ إسرائيلَ صارعَ رَبَّهُ
ورمى به شُكراً لإسرائيلا
وبأنَّهم رحَلُوا به في قُبَّة ٍ
إذْ أزمعوا نحوَ الشامِ رحيلا
وبِأنهمْ سَمِعُوا كلامَ إلهِهِمْ
وسبيلهُمْ أنْ يسمعوُا المنقولا
وبأنهم ضَرَبُوا لِيَسْمَعَ رَبَّهُمْ
في الحَرْبِ بِوقاتٍ لَهُ وَطُبُولا
وبأنَّ رَبَّ العالَمينَ بدالَهُ
في خلقِ آدمَ يالهُ تجهيلا
وبدا لَهُ في قَوْمِ نوح وَانْثَنى
أسفاً يعضُّ بنانهُ مذهولا
وَبأنَّ إبراهيمَ حاولَ أكْلَهُ
خُبْزاً وَرامَ لِرِجْلِهِ تَغْسِيلا
وبأنَّ أموالَ الطَّوائِفِ حُلِّلَتْ
لهمُ رباً وخيانة ً وغلولا
وبأنهمْ لم يَخْرِجُوا مِنْ أَرْضِهِمْ
فكأنهم حسِبوا الخُروجَ دُخولا
وحديثهمْ في الأنبياءِ فلا تسلْ
عنه وخَلِّ غِطاءهُ مَسْدُولا
لَمْ يَنتَهُوا عَنْ قَذْفِ دَاوُدَ وَلا
لوطٍ فكيفَ بقذفهم روبيلا
وَعَزَوْا إلَى يَعْقُوبَ مِنْ أوْلادِهِ
ذِكْراً مِنَ الفِعْلِ القَبيحِ مَهولا
وإلى المسيحِ وأمهِ وكفيّ بها
صِدِّيقَة ً حَمَلَتْ به وَبتُولا


الصفحة التالية
Icon