أولمْ يروا حُكمَ العتيقة ِ ناسخاً
أحكامَ كتبِ المرسلينَ الأولى
أفيأنفُ الُفَّارُ أنْ يستدركوا
قولاً على خيرِ الورى منحولا
لادرَّ درهمُ فإنَّ كلامهم
يذرُ الثَّرى من أدمعي مبلولا
فكأنني ألفيتُ مقلة َ فاقدٍ
ثكلى وموجعة ٍ تصيبُ عويلا
ظَنُّوا بربِّهِمُ الظُّنُونَ وَرُسْلِهِ
أوْ خالَفُوا هارُونَ في ذَبْحٍ وَفي
إنْ يبخسوهُ بكيلِ زورٍ حقَّهُ
فلأوسعنهمُ الجزاءَ مكيلا
ومن الغبينة ِ أن يجازى إفكهم
صِدْقِي ولَسْنا في الكلاَمِ شُكُولا
لو يصدقون لما أتت رسلٌ لهمْ
أترى الطبيبَ غدا يزور عليلا
إنْ أنْكَرُوا فضلَ النبيِّ فإِنما
أَرْخَوْا عَلَى ضَوْء النّهارِ سُدُولا
الله أكبَرُ إِنَّ دِينَ مُحَمَّدٍ
وكتابهُ أقوى وأقومُ قيلا
طلعتْ به شمسُ الهداية ِ للورى
وأبى لها وصفُ الكمالِ أُفولا
والحقُّ أبلجُ في شريعتهِ التي
جمعتْ فروعاً للورى وأصولا
لاتذكروا الكتبَ السَّوالفَ عندهُ
طلعَ النهارُ فأطفِئُوا القنديلا
دَرَسَتْ معالِمُها أَلاَ فاستَخبِرُوا
منها رُسوماً قد عَفَتْ وطُلُولا
تُخْبِرْكُمْ التَّوْراة ُ أنْ قد بَشَّرَتْ
قِدْماً بأحمدَ أَم بإسماعيلا
ودعتهُ وحشَ الناسِ كلُّ نديَّة ٍ
وعلى الجميعِ له الأيادي الطُّولى
تَجِدُوا الصحيحَ مِنَ السَّقِيم فطالما
صدقَ الحبيبُ هوى َ المحبِ نحولا
مَنْ مِثْلُ موسَى قد أُقِيمَ لأَهْلِهِ
من بين إخوتهمْ سواهُ رسولا
أوْ أنَّ إخوتهمْ بنو العيصِ الذي
نُقِلَتْ بَكارَتُهُ لإسْرائيلا
تاللهِ ما كانَ المُرادُ به فتى
موسى ولا عيسى ولا شموِيلا
إذْ لَنْ يَقومَ لَهُمْ نَبِيٌّ مِثْلُهُ
منهم ولو كان النبيُّ مثيلا
طوبى لِمُوسى حينَ بَشَّرَ باسمِهِ
ولِسامِعٍ مِنْ فَضْلِهِ ما قيلا
وَجِبالُ فارانَ الرَّواسِي إنها
نالتْ عَلَى الدُّنْيا به التَّفضيلا
واستَخبِرُوا الإنجيلَ عنه وحاذِرُوا
مِنْ لَفْظِه التَّحْرِيفَ والتَّبْدِيلا
إنْ يدْعُهُ الإنجيلُ فارقليطهُ
فلقَدْ دَعاهُ قبلَ ذلكَ إيلا


الصفحة التالية
Icon