ودَعاهُ رُوحَ الحَقِّ لِلْوَحْيِ الذي
يُتلى عليه بُكرة ً وأصيلا
وَأَبى لَها وصْفُ الكمال أُفُولا
وأراهُ كانَ القاتِلَ المَقْتُولا
إنْ أنْطَلقْ عنكم يَكنْ خيرٌ لكم
ليجيئكمْ منْ ترتَضُوهُ بديلا
يأتي على اسم الله منه مباركٌ
ما كانَ مَوْعِدُ بَعْثِه مَمْطُولا
يَتْلُو كِتابَ البَّيِّناتِ كِتابهُ
أبْدَوْا إليه مثْلَها تَخْييلا
ودُّوا اتِّخاذ الأنبياءِ عُجُولا
وكَفَاهُمُ بِخَطِيئَة ِ تَخْجِيلا
منهم كَلِيما رَبُّنا وخَليلا
بالإِفْكِ والبُهْتَانِ فيهِ القِيلا
وكما شَهِدْتُ لهُ سيَشْهَدُ لِي إذا
صار العليمُ بما أتيتُ جهولا
يُبْدِي الحوادِثَ والغُيوبَ حَدِيثُه
وَيسوسُكُمْ بالحَقِّ جِيلاً جِيلا
هوَ صخرة ٌ ما زوحمتْ صدمتْ فلا
إلاَّ ونالَ بِجُودِهِ المَأْمُولا
والآخرونَ الأَوَّلونَ فقومهُ
وَعَلَى الجَمِيع لَهُ الأَيادِي الطُّولَى
والمُنْحَمِنَّا لا تَشُكُّوا إنْ أتَى
وَإلى المَسيحِ وَأُمِّهِ وَكَفَى بها
جَعَلوا الكَرامَة َ لِلإلهِ فَأُكْرِمُوا
صَرْفاً لَهُ عنهُ ولا تَحْوِيلا
وهوَ الذي منْ بعدِ يحيى جاءهم
إذْ كانَ يَحيَى لِلْمَسِيحِ رَسيلا
وَسَلُوا الزَّبور فإنَّ فيه الآن مِنْ

فصلِ الخطابِ أوامراً وفصولا


فهوَ الذي نَعَتَ الزَّبورُ مُقَلَّداً
ذا شفرتينِ من السيوفِ صقيلا
قُرنتْ بهيبتهِ شريعة ُ دينهِ
فأراك أخذَ الكافرينَ وبيلا
فاضتْ على شفتيهِ رحمة ُ ربهِ
فاستشفِ من تلكَ الشفاهِ عليلا
وَلِغالِبٍ مِنْ حَمْدِهِ وَبَهَائِهِ
مَلأَ الأَعادِي ذِلَّة ً وخُمولا
في أمة ٍ خُصَّتْ بكل كرامة ٍ
وتفيأتْ ظلَّ الصّلاحِ ظليلا
وَعَلَى مَضاجِعِهِمْ وكلِّ ثَنِيَّة ٍ
كلٌّ يُسِرُّ وَيُعْلِنُ التَّهْلِيلا
رُهبانُ ليلٍ أسدُ حربٍ لم تلجْ
إلاَّ القنا يومَ الكريهة ِ غيلا
كم غادَروا الملك الجليلَ مُقَيَّداً
والقَرْمَ مِنْ أشْرافِهمْ مَغْلولا
فالله مُنْتَقِمٌ بهمْ مِنْ كلِّ مَنْ
يَبْغي عَلَى الحَقِّ المُبينِ عُدُولاَ


الصفحة التالية
Icon