﴿ فَنَسُواْ ﴾ على إثر أخذ الميثاق ﴿ حَظّاً ﴾ نصيباً وافراً ﴿ مّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ ﴾ في تضاعيف الميثاق من الإيمان بالله تعالى وغير ذلك من الفرائض، وقيل : هو ما كتب عليهم في الإنجيل من الإيمان بالنبي ﷺ فنبذوه وراء ظهورهم واتبعوا أهواءهم وتفرقوا إلى اثنتين وسبعين فرقة ﴿ فَأَغْرَيْنَا ﴾ أي ألزمنا وألصقنا، وأصله اللصوق يقال : غريت بالرجل غرى إذا لصقت به قاله الأصمعي، وقال غيره : غريت به غراءاً بالمد، وأغريت زيداً بكذا حتى غرى به، ومنه الغراء الذي يلصق به الأشياء، وقوله تعالى :﴿ بَيْنَهُمْ ﴾ ظرف لأغرينا أو متعلق بمحذوف وقع حالاً من مفعوله أي أغرينا ﴿ العداوة والبغضاء ﴾ كائنة بينهم.
قال أبو البقاء : ولا سبيل إلى جعله ظرفاً لهما لأن المصدر لا يعمل فيما قبله، وأنت تعلم أن منهم من أجاز ذلك إذا كان المعمول ظرفاً، وقوله تعالى :﴿ إلى يَوْمِ القيامة ﴾ إما غاية للإغراء، أو للعداوة والبغضاء أي يتعادون ويتباغضون إلى يوم القيامة حسبما تقتضيه أهواؤهم المختلفة وآراؤهم الزائغة المؤدية إلى التفرق إلى الفرق الكثيرة، ومنها النسطورية واليعقوبية والملكانية، وقد تقدم الكلام فيهم، فضمير ﴿ بَيْنَهُمْ ﴾ إلى النصارى كما روي عن الربيع، واختاره الزجاج.
والطبري، وعن الحسن.
وجماعة من المفسرين أنه عائد على اليهود والنصارى.