وقيل : إن الجملة جيء بها ههنا مبينة لما هو المراد من قوله تعالى :﴿ وَللَّهِ مُلْكُ السموات والأرض ﴾ الخ بحسب اقتضاء المقام، و﴿ مَا ﴾ نصب على المصدرية أيضاً، وقيل : يجوز أن تكون موصولة ومحلها النصب على المفعولية أي يخلق الذي يشاء أن يخلقه، والجملة مسوقة لبيان أن قدرته تعالى أوسع من عالم الوجود، وعلى كل تقدير فقوله سبحانه :﴿ والله على كُلّ شَيْء قَدِيرٌ ﴾ تذييل مقرر لمضمون ما قبله وإظهار الاسم الجليل لما مر من التعليل وتقوية استقلال الجملة. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٦ صـ ﴾
وقال ابن عاشور :
والتذييل بقوله :﴿ ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء ﴾ فيه تعظيم شأن الله تعالى.
وردّ آخر عليهم بأنّ الله هو الّذي خلق السماوات والأرض وملك ما فيها من قبل أن يَظهر المسيح، فالله هو الإله حقّاً، وأنّه يخلق ما يشاء، فهو الّذي خلق المسيح خلقاً غير معتاد، فكان موجِب ضلال من نسب له الألوهية.
وكذلك قوله :﴿ والله على كلّ شيء قدير ﴾. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٥ صـ ﴾
قال الثعالبى :
وقوله تعالى :﴿ والله على كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ ﴾ : عموم معناه الخصوص فيما عدا الذَّات، والصفاتِ، والمحالاتِ. أ هـ ﴿الجواهر الحسان حـ ١ صـ ﴾